المجنب: المجنوب، أي المقود، ويقال: جنب فلان، وذلك إذا ما جنب إلى دابة. وفي الأساس: ويقال لج زيد في جناب قبيح، بالكسر أي في مجانبة أهله.
والجناب بكسر الجيم: أرض معروفة بنجد، وفي حديث ذي المعشار " وأهل جناب الهضب " (1) هو بالكسر: اسم موضع، كذا في لسان العرب.
والجنابة كسحابة كالجنيبة: العليقة وهي الناقة التي تعطيها أنت القوم يمتارون عليها، زاد في المحكم مع دراهم ليميروك عليها قال الحسن بن مزرد:
قالت له مائلة الذوائب * كيف أخي في العقب النوائب؟
أخوك ذو شق على الركائب (2) * رخو الحبال مائل الحقائب ركابه في الحي كالجنائب يعني أنها ضائعة كالجنائب التي ليس لها رب يفتقدها، تقول: إن أخاك ليس بمصلح لماله، فماله كمال غاب عنه ربه وسلمه لمن يعبث (3) فيه، وركابه التي هو معها كأنها جنائب في الضر وسوء الحال.
والجنيبة أيضا: صوف الثني، عن كراع، قال ابن سيده: والذي حكاه يعقوب وغيره من أهل اللغة: الخبيبة: صوف الثني، مثل الجنيبة، فثبت بهذا أنهما لغتان صحيحتان، وقد تأتي الإشارة إليه هناك، والعقيقة (4): صوف الجذع. والجنيبة من الصوف: أفضل من العقيقة وأنقى (5) وأكثر.
والمجنب كمنبر ومقعد حكى الوجهين الفارسي وهو الشيء الكثير من الخير والشر، وفي الصحاح: الشيء الكثير، يقال: إن عندنا لخيرا مجنبا، وشرا مجنبا أي كثيرا، وخص أبو عبيدة به الكثير من الخير، قال الفارسي: وهو مما وصفوا به فقالوا خير مجنب: كثير (6) وأنشد شمر لكثير:
وإذ لا ترى في الناس شيئا يفوقها * وفيهن حسن لو تأملت مجنب قال شمر: ويقال في الشر إذا كثر. وطعام مجنب: كثير.
والمجنب بالكسر كمنبر: الستر وقد جنب البيت إذا ستره بالمجنب، والمجنب: شيء مثل الباب يقوم عليه مشتار العسل، قال ساعدة بن جؤية:
صب اللهيف لها السبوب بطغية * تنبي العقاب كما يلط المجنب عنى باللهيف: المشتار، وسبوبه: حباله التي يتدلى بها إلى العسل، والطغية: الصفاة الملساء.
والمجنب: أقصى أرض العجم إلى أرض العرب وأدنى أرض العرب إلى أرض العجم، قال الكميت:
وشجو لنفسي لم أنسه * بمعترك الطف والمجنب والمجنب: الترس لأنه يجنب صاحبه أي يقيه ما يكره كأنه آلة لذلك، كذا في الأساس وتضم ميمه، والمجنب بالكسر (7) شبح (8) كالمشط إلا أنه بلا أسنان وطرفه الأسفل مرهف يرفع به التراب على الأعضاد والفلجان وقد جنب الأرض بالمجنب.
والجنب محركة مصدر جنب البعير بالكسر يجنب جنبا، وهو شبه الظلع وليس بظلع (9). والجنب أيضا: أن يشتد العطش (*) أي يعطش عطشا شديدا حتى تلزق الرئة بالجنب أي من شدة العطش، قال ابن السكيت: وقالت الأعراب: هو أن يلتوي من شدة العطش، قال ذو الرمة يصف حمارا:
وثب المسحج من عانات معقلة * كأنه مستبان الشك أو جنب