عدم ترتب الأثر المقصود من المعاطاة عليها، غير أن بعض الموارد مما يصدق على المعاطاة فيه أسماء المعاملات المعلق عليها الأحكام مع قيام السيرة على المعاطاة فيه التي هي عمدة الأدلة الدالة على صحتها فيحكم بالخروج عن الأصل المزبور بالسيرة والأخبار الخاصة بتلك المعاملة الشاملة باطلاقها للمعاطاة أيضا " بعد صدق الاسم عليها وما شك في ذلك فضلا عما لو علم عدمه بقي تحت حكم الأصل من الفساد.
إذا عرفت ذلك فنقول: أما الايقاعات، فمنها ما لا يصدق الاسم على المعاطاة منه كالطلاق والظهار واللعان والايلاء والعتق ونحو ذلك مما يختص الاسم بما وقع منه بالصيغة الخاصة ضرورة أن اخراج الزوجة من الدار مثلا بقصد البينونة واطلاق العبد عن الخدمة بقصد العتق لا يسمى طلاقا ولا عتقا، وهذا النحو منها مما لا شك في اعتبار الصيغة في صحته وعدم ترتب الأثر على المعاطاة منه.
ومنها ما يشبه العقود كالأوقاف العامة والوصية للجهة العامة كبناء المساجد وتعمير المشاهد والقناطر والمدارس والخانات والرباطات وما يعين لها ويوضع فيها كالحصر والبواري للمساجد وفرش المشاهد وما يعلق فيها من المعلقات للزينة أو التعظيم بل وما يدخر لها من الجواهر الثمينة والأموال النفيسة مما يصنع لحفظها خزانة خاصة فقد يقال: يصدق الوقف على ما كان منها بالأفعال وإن تجردت عن الصيغة، بل ادعى قيام السيرة عليه بل تحققها مما يشهد به الوجدان وانكاره مكابرة ومقتضاه تأثير المعاطاة فيه صحة وخروجه عن حكم الأصل المزبور بالسيرة القطعية التي قد عرفت أنها العمدة في أدلة صحة المعاطاة، مضافا إلى اطلاقات أدلة الوقف بعد صدق الاسم عليه، ولكن قد يشكل مع ذلك بمعارضة السيرة لظهور الاجماعات المحكية المعتضدة بدعوى غير واحد الوفاق والاطباق على اعتبار الصيغة في الوقف، وأنه