لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٤٩٨
نفسي به. وفي التنزيل العزيز: إلا من سفه نفسه، قال أبو منصور: اختلف النحويون في معنى سفه نفسه وانتصابه، فقال الأخفش: أهل التأويل يزعمون أن المعنى سفه، ومنه قوله: إلا من سفه الحق، معناه من سفه الحق، وقال يونس النحوي: أراها لغة ذهب يونس إلى أن فعل للمبالغة كما أن فعل للمبالغة، فذهب في هذا مذهب أهل التأويل، ويجوز على هذا القول سفهت زيدا بمعنى سفهت زيدا، وقال أبو عبيدة:
معنى سفه نفسه أهلك نفسه وأوبقها، وهذا غير خارج من مذهب يونس وأهل التأويل، وقال الكسائي والفراء: إن نفسه منصوب على التفسير، وقالا: التفسير في النكرات أكثر نحو طبت به نفسا وقررت به عينا، وقالا: إن أصل الفعل كان لها ثم حول إلى الفاعل، أراد أن قولهم طبت به نفسا معناه طابت نفسي به، فلما حول الفعل إلى صاحب النفس خرجت النفس مفسرة، وأنكر البصريون هذا القول، وقالوا إن المفسرات نكرات ولا يجوز أن تجعل المعارف نكرات، وقال بعض النحويين: إن قوله تعالى:
إلا من سفه نفسه، معناه إلا من سفه في نفسه أي صار سفيها، إلا أن في حذفت كما حذفت حروف الجر في غير موضع، قال الله تعالى: ولا جناح عليكم أن تسترضعوا أولادكم، المعنى أن تسترضعوا لأولادكم، فحذف حرف الجر من غير ظرف، ومثله قوله:
نغالي اللحم للأضياف نيا، ونبذله إذا نضج القدور المعنى: نغالي باللحم. وقال الزجاج: القول الجيد عندي في هذا أن سفه في موضع جهل، والمعنى، والله أعلم، إلا من جهل نفسه أي لم يفكر في نفسه فوضع سفه في موضع جهل، وعدي كما عدي، قال: فهذا جميع ما قاله النحويون في هذه الآية، قال: ومما يقوي قول الزجاج الحديث الثابت المرفوع حين سئل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الكبر فقال: الكبر أن تسفه الحق وتغمط الناس، فجعل سفه واقعا معناه أن تجهل الحق فلا تراه حقا، والله أعلم. وقال بعض أهل اللغة: أصل السفه الخفة، ومعنى السفيه الخفيف العقل، وقيل أي سفهت نفسه أي صارت سفيهة، ونصب نفسه على التفسير المحول.
وفي الحديث: إنما البغي من سفه الحق أي من جهله، وقيل: من جهل نفسه، وفي الكلام محذوف تقديره إنما البغي فعل من سفه الحق.
والسفه في الأصل: الخفة والطيش. ويقال: سفه فلان رأيه إذا جهله وكان رأيه مضطربا لا استقامة له. والسفيه: الجاهل. ورواه الزمخشري: من سفه الحق، على أنه اسم مضاف إلى الحق، قال: وفيه وجهان:
أحدهما على أن يكون على حذف الجار وإيصال الفعل كان الأصل سفه على الحق، والثاني أن يضمن معنى فعل متعد كجهل، والمعنى الاستخفاف بالحق وأن لا يراه على ما هو عليه من الرجحان والرزانة. الأزهري: روى ثعلب عن ابن الأعرابي أنه قال الزافه السراب والسافه الأحمق. ابن سيده: سفه علينا وسفه جهل، فهو سفيه، والجمع سفهاء وسفاه، قال الله تعالى: كما آمن السفهاء، أي الجهال. والسفيه: الجاهل، والأنثى سفيهة، والجمع سفيهات وسفائه وسفه وسفاه.
وسفه الرجل: جعله سفيها. وسفهه: نسبه إلى السفه، وسافهه مسافهة. يقال: سفيه لم يجد مسافها. وسفه الجهل حلمه:
أطاشه وأخفه، قال:
ولا تسفه عند الورد عطشتها أحلامنا، وشريب السوء يضطرم وسفه نفسه: خسرها جهلا. وقوله تعالى: ولا
(٤٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 493 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564