لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٤٥٩
اليسار، والجمع أيمان وأيمن ويمائن. وروى سعيد بن جبير في تفسيره عن ابن عباس أنه قال في كهيعص:
هو كاف هاد يمين عزيز صادق، قال أبو الهيثم: فجعل قوله كاف أول اسم الله كاف، وجعل الهاء أول اسمه هاد، وجعل الياء أول اسمه يمين من قولك يمن الله الإنسان يمينه يمنا ويمنا، فهو ميمون، قال:
واليمين واليامن يكونان بمعنى واحد كالقدير والقادر، وأنشد:
بيتك في اليامن بيت الأيمن قال: فجعل اسم اليمين مشقا من اليمن، وجعل العين عزيزا والصاد صادقا، والله أعلم. قال اليزيدي: يمنت أصحابي أدخلت عليهم اليمين، وأنا أيمنهم يمنا ويمنة ويمنت عليهم وأنا ميمون عليهم، ويمنتهم أخذت على أيمانهم، وأنا أيمنهم يمنا ويمنة، وكذلك شأمتهم. وشأمتهم: أخذت على شمائلهم، ويسرتهم: أخذت على يسارهم يسرا. والعرب تقول: أخذ فلان يمينا وأخذ يسارا، وأخذ يمنة أو يسرة. ويامن فلان:
أخذ ذات اليمين، وياسر: أخذ ذات الشمال. ابن السكيت: يامن بأصحابك وشائم بهم أي خذ بهم يمينا وشمالا، ولا يقال: تيامن بهم ولا تياسر بهم، ويقال: أشأم الرجل وأيمن إذا أراد اليمين، ويامن وأيمن إذا أراد اليمن. واليمنة: خلاف اليسرة.
ويقال: قعد فلان يمنة. والأيمن والميمنة: خلاف الأيسر والميسرة. وفي الحديث: الحجر الأسود يمين الله في الأرض، قال ابن الأثير: هذا كلام تمثيل وتخييل، وأصله أن الملك إذا صافح رجلا قبل الرجل يده، فكأن الحجر الأسود لله بمنزلة اليمين للملك حيث يستلم ويلثم. وفي الحديث الآخر: وكلتا يديه يمين أي أن يديه، تبارك وتعالى، بصفة الكمال لا نقص في واحدة منهما لأن الشمال تنقص عن اليمين، قال: وكل ما جاء في القرآن والحديث من إضافة اليد والأيدي واليمين وغير ذلك من أسماء الجوارح إلى الله عز وجل فإنما هو على سبيل المجاز والاستعارة، والله منزه عن التشبيه والتجسيم. وفي حديث صاحب القرآن يعطى الملك بيمينه والخلد بشماله أي يجعلان في ملكته، فاستعار اليمين والشمال لأن الأخذ والقبض بهما، وأما قوله:
قد جرت الطير أيامنينا، قالت وكنت رجلا قطينا:
هذا لعمر الله إسرائينا قال ابن سيده: عندي أنه جمع يمينا على أيمان، ثم جمع أيمانا على أيامين، ثم أراد وراء ذلك جمعا آخر فلم يجد جمعا من جموع التكسير أكثر من هذا، لأن باب أفاعل وفواعل وفعائل ونحوها نهاية الجمع، فرجع إلى الجمع بالواو والنون كقول الآخر:
فهن يعلكن حدائداتها لما بلغ نهاية الجمع التي هي حدائد فلم يجد بعد ذلك بناء من أبنية الجمع المكسر جمعه بالألف والتاء، وكقول الآخر:
جذب الصراريين بالكرور جمع صاريا على صراء، ثم جمع صراء على صراري، ثم جمعه على صراريين، بالواو والنون، قال: وقد كان يجب لهذا الراجز أن يقول أيامينينا، لأن جمع أفعال كجمع إفعال، لكن لما أزمع أن يقول في النصف الثاني أو البيت الثاني فطينا، ووزنه فعولن، أراد أن يبني قوله أيامنينا على فعولن أيضا
(٤٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564