لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٣٦٥
والله مكون الأشياء يخرجها من العدم إلى الوجود. وبات فلان بكينة سوء وبجيبة سوء أي بحالة سوء. والمكان: الموضع، والجمع أمكنة وأماكن، توهموا الميم أصلا حتى قالوا تمكن في المكان، وهذا كما قالوا في تكسير المسيل أمسلة، وقيل: الميم في المكان أصل كأنه من التمكن دون الكون، وهذا يقويه ما ذكرناه من تكسيره على أفعلة، وقد حكى سيبويه في جمعه أمكن، وهذا زائد في الدلالة على أن وزن الكلمة فعال دون مفعل، فإن قلت فان فعالا لا يكسر على أفعل إلا أن يكون مؤنثا كأتان وآتن. الليث: المكان اشتقاقه من كان يكون، ولكنه لما كثر في الكلام صارت الميم كأنها أصلية، والمكان مذكر، قيل:
توهموا (* قوله قيل توهموا إلخ جواب قوله فان قيل فهو من كلام ابن سيده، وما بينهما اعتراض من عبارة الأزهري وحقها التأخر عن الجواب كما لا يخفى). فيه طرح الزائد كأنهم كسروا مكنا وأمكن، عند سيبويه، مما كسر على غير ما يكسر عليه مثله، ومضيت مكانتي ومكينتي أي على طيتي. والاستكانة: الخضوع. الجوهري: والمكانة المنزلة.
وفلان مكين عند فلان بين المكانة. والمكانة: الموضع. قال تعالى: ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم، قال: ولما كثر لزوم الميم توهمت أصلية فقيل تمكن كما قالوا من المسكين تمسكن، ذكر الجوهري ذلك في هذه الترجمة، قال ابن بري: مكين فعيل ومكان فعال ومكانة فعالة ليس شئ منها من الكون فهذا سهو، وأمكنة أفعلة، وأما تمسكن فهو تمفعل كتمدرع مشتقا من المدرعة بزيادته، فعلى قياسه يجب في تمكن تمكون لأنه تمفعل على اشتقاقه لا تمكن، وتمكن وزنه تفعل، وهذا كله سهو وموضعه فصل الميم من باب النون، وسنذكره هناك.
وكان ويكون: من الأفعال التي ترفع الأسماء وتنصب الأخبار، كقولك كان زيد قائما ويكون عمرو ذاهبا، والمصدر كونا وكيانا. قال الأخفش في كتابه الموسوم بالقوافي: ويقولون أزيدا كنت له، قال ابن جني:
ظاهره أنه محكي عن العرب لأن الأخفش إنما يحتج بمسموع العرب لا بمقيس النحويين، وإذا كان قد سمع عنهم أزيدا كنت له، ففيه دلالة على جواز تقديم خبر كان عليها، قال: وذلك انه لا يفسر الفعل الناصب المضمر إلا بما لو حذف مفعوله لتسلط على الاسم الأول فنصبه، ألا تراك تقول أزيدا ضربته، ولو شئت لحذفت المفعول فتسلطت ضربت هذه الظاهرة على زيد نفسه فقلت أزيدا ضربت، فعلى هذا قولهم أزيدا كنت له يجوز في قياسه أن تقول أزيدا كنت، ومثل سيبويه كان بالفعل المتعدي فقال: وتقول كناهم كما تقول ضربناهم، وقال إذا لم تكنهم فمن ذا يكونهم كما تقول إذا لم تضربهم فمن ذا يضربهم، قال: وتقول هو كائن ومكون كما تقول ضارب ومضروب. غيره: وكان تدل على خبر ماض في وسط الكلام وآخره، ولا تكون صلة في أوله لأن الصلة تابعة لا متبوعة، وكان في معنى جاء كقول الشاعر:
إذا كان الشتاء فأدفئوني، فإن الشيخ يهرمه الشتاء قال: وكان تأتي باسم وخبر، وتأتي باسم واحد وهو خبرها كقولك كان الأمر وكانت القصة أي وقع الأمر ووقعت القصة، وهذه تسمى التامة المكتفية، وكان تكون جزاء، قال أبو العباس: اختلف الناس في قوله تعالى: كيف نكلم من كان في المهد صبيا، فقال بعضهم: كان ههنا صلة، ومعناه كيف نكلم من هو في المهد صبيا، قال: وقال الفراء كان ههنا شرط وفي الكلام تعجب، ومعناه من يكن
(٣٦٥)
مفاتيح البحث: الضرب (2)، الجواز (1)، السهو (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564