لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٣٦٤
ولكنها لما قلت في مصادر الواو وكثرت في مصادر الياء ألحقوها بالذي هو أكثر مجيئا منها، إذ كانت الواو والياء متقاربتي المخرج. قال: وكان الخليل يقول كينونة فيعولة هي في الأصل كيونونة، التقت منها ياء وواو والأولى منهما ساكنة فصيرتا ياء مشددة مثل ما قالوا الهين من هنت، ثم خففوها فقالوا كينونة كما قالوا هين لين، قال الفراء: وقد ذهب مذهبا إلا أن القول عندي هو الأول، وقول الحسن بن عرفطة، جاهلي:
لم يك الحق سوى أن هاجه رسم دار قد تعفى بالسرر إنما أراد: لم يكن الحق، فحذف النون لالتقاء الساكنين، وكان حكمه إذا وقعت النون موقعا تحرك فيه فتقوى بالحركة أن لا يحذفها لأنها بحركتها قد فارقت شبه حروف اللين، إذ كن لا يكن إلا سواكن، وحذف النون من يكن أقبح من حذف التنوين ونون التثنية والجمع، لأن نون يكن أصل وهي لام الفعل، والتنوين والنون زائدان، فالحذف منهما أسهل منه في لام الفعل، وحذف النون أيضا من يكن أقبح من حذف النون من قوله: غير الذي قد يقال ملكذب، لأن أصله يكون قد حذفت منه الواو لالتقاء الساكنين، فإذا حذفت منه النون أيضا لالتقاء الساكنين أجحفت به لتوالي الحذفين، لا سيما من وجه واحد، قال: ولك أيضا أن تقول إن من حرف، والحذف في الحرف ضعيف إلا مع التضعيف، نحو إن ورب، قال: هذا قول ابن جني، قال: وأرى أنا شيئا غير ذلك، وهو أن يكون جاء بالحق بعدما حذف النون من يكن، فصار يك مثل قوله عز وجل: ولم يك شيئا، فلما قدره يك، جاء بالحق بعدما جاز الحذف في النون، وهي ساكنة تخفيفا، فبقي محذوفا بحاله فقال: لم يك الحق، ولو قدره يكن فبقي محذوفا، ثم جاء بالحق لوجب أن يكسر لالتقاء الساكنين فيقوى بالحركة، فلا يجد سبيلا إلى حذفها إلا مستكرها، فكان يجب أن يقول لم يكن الحق، ومثله قول الخنجر بن صخر الأسدي:
فإن لا تك المرآة أبدت وسامة، فقد أبدت المرآة جبهة ضيغم يريد: فإن لا تكن المرآة. وقال الجوهري: لم يك أصله يكون، فلما دخلت عليها لم جزمتها فالتقى ساكنان فحذفت الواو فبقي لم يكن، فلما كثر استعماله حذفوا النون تخفيفا، فإذا تحركت أثبتوها، قالوا لم يكن الرجل، وأجاز يونس حذفها مع الحركة، وأنشد:
إذا لم تك الحاجات من همة الفتى، فليس بمغن عنك عقد الرتائم ومثله ما حكاه قطرب: أن يونس أجاز لم يك الرجل منطلقا، وأنشد بيت الحسن بن عرفطة:
لم يك الحق سوى أن هاجه والكائنة: الحادثة. وحكى سيبويه: أنا أعرفك مذ كنت أي مذ خلقت، والمعنيان متقاربان. ابن الأعرابي: التكون التحرك، تقول العرب لمن تشنؤه: لا كان ولا تكون، لا كان: لا خلق، ولا تكون: لا تحرك أي مات. والكائنة: الأمر الحادث. وكونه فتكون: أحدثه فحدث. وفي الحديث: من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتكونني، وفي رواية: لا يتكون على صورتي (* قوله على صورتي كذا بالأصل، والذي في نسخ النهاية: في صورتي، أي يتشبه بي ويتصور بصورتي، وحقيقته يصير كائنا في صورتي). وكون الشئ: أحدثه.
(٣٦٤)
مفاتيح البحث: الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564