لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٣٦٦
في المهد صبيا فكيف يكلم، وأما قوله عز وجل: وكان الله عفوا غفورا، وما أشبهه فإن أبا إسحق الزجاج قال: قد اختلف الناس في كان فقال الحسن البصري: كان الله عفوا غفورا لعباده. وعن عباده قبل أن يخلقهم، وقال النحويون البصريون:
كأن القوم شاهدوا من الله رحمة فأعلموا أن ذلك ليس بحادث وأن الله لم يزل كذلك، وقال قوم من النحويين: كان وفعل من الله تعالى بمنزلة ما في الحال، فالمعنى، والله أعلم،. والله عفو غفور، قال أبو إسحق: الذي قاله الحسن وغيره أدخل في العربية وأشبه بكلام العرب، وأما القول الثالث فمعناه يؤول إلى ما قاله الحسن وسيبويه، إلا أن كون الماضي بمعنى الحال يقل، وصاحب هذا القول له من الحجة قولنا غفر الله لفلان بمعنى ليغفر الله، فلما كان في الحال دليل على الاستقبال وقع الماضي مؤديا عنها استخفافا لأن اختلاف ألفاظ الأفعال إنما وقع لاختلاف الأوقات. وروي عن ابن الأعرابي في قوله عز وجل: كنتم خير أمة أخرجت للناس، أي أنتم خير أمة، قال: ويقال معناه كنتم خير أمة في علم الله. وفي الحديث: أعوذ بك من الحور بعد الكون، قال ابن الأثير: الكون مصدر كان التامة، يقال: كان يكون كونا أي وجد واستقر، يعني أعوذ بك من النقص بعد الوجود والثبات، ويروى:
بعد الكور، بالراء، وقد تقدم في موضعه. الجوهري: كان إذا جعلته عبارة عما مضى من الزمان احتاج إلى خبر لأنه دل على الزمان فقط، تقول: كان زيد عالما، وإذا جعلته عبارة عن حدوث الشئ ووقوعه استغنى عن الخبر لأنه دل على معنى وزمان، تقول: كان الأمر وأنا أعرفه مذ كان أي مذ خلق، قال مقاس العائذي:
فدا لبني ذهل بن شيبان ناقتي، إذا كان يوم ذو كواكب أشهب قوله: ذو كواكب أي قد أظلم فبدت كواكبه لأن شمسه كسفت بارتفاع الغبار في الحرب، وإذا كسفت الشمس ظهرت الكواكب، قال: وقد تقع زائدة للتوكيد كقولك كان زيد منطلقا، ومعناه زيد منطلق، قال تعالى: وكان الله غفورا رحيما، وقال أبو جندب الهذلي:
وكنت، إذ جاري دعا لمضوفة، أشمر حتى ينصف الساق مئزري وإنما يخبر عن حاله وليس يخبر بكنت عما مضى من فعله، قال ابن بري عند انقضاء كلام الجوهري، رحمهما الله: كان تكون بمعنى مضى وتقضى، وهي التامة، وتأتي بمعنى اتصال الزمان من غير انقطاع، وهي الناقصة، ويعبر عنها بالزائدة أيضا، وتأتي زائدة، وتأتي بمعنى يكون في المستقبل من الزمان، وتكون بمعنى الحدوث والوقوع، فمن شواهدها بمعنى مضى وانقضى قول أبي الغول:
عسى الأيام أن يرجعن قوما كالذي كانوا وقال ابن الطثرية:
فلو كنت أدري أن ما كان كائن، وأن جديد الوصل قد جد غابره وقال أبو الأحوص:
كم من ذوي خلة قبلي وقبلكم كانوا، فأمسوا إلى الهجران قد صاروا وقال أبو زبيد:
ثم أضحوا كأنهم لم يكونوا، وملوكا كانوا وأهل علاء
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564