لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٢٢٥
فبكت، خشية التفرق للبي‍ - ن، بكاء الحزين إثر الحزين فاسألي عن تذكري واطبا ئي، لا تأبي إن هم عذلوني اطبائي: دعائي، ويروى: واكتئابي. وسنة الله: أحكامه وأمره ونهيه، هذه عن اللحياني. وسنها الله للناس: بينها. وسن الله سنة أي بين طريقا قويما. قال الله تعالى: سنة الله في الذين خلوا من قبل، نصب سنة الله على إرادة الفعل أي سن الله ذلك في الذين نافقوا الأنبياء وأرجفوا بهم أن يقتلوا أين ثقفوا أي وجدوا. والسنة: السيرة، حسنة كانت أو قبيحة، قال خالد بن عتبة الهذلي:
فلا تجزعن من سيرة أنت سرتها، فأول راض سنة من يسيرها وفي التنزيل العزيز: وما منع الناس أن يؤمنوا إذا جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين، قال الزجاج:
سنة الأولين أنهم عاينوا العذاب فطلب المشركون أن قالوا: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء.
وسننتها سنا واستننتها: سرتها، وسننت لكم سنة فاتبعوها. وفي الحديث: من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها، ومن سن سنة سيئة يريد من عملها ليقتدى به فيها، وكل من ابتدأ أمرا عمل به قوم بعده قيل: هو الذي سنه، قال نصيب:
كأني سننت الحب، أول عاشق من الناس، إذ أحببت من بينهم وحدي (* قوله إذ أحببت إلخ كذا في الأصل، وفي بعض الأمهات: أو بدل إذ). وقد تكرر في الحديث ذكر السنة وما تصرف منها، والأصل فيه الطريقة والسيرة، وإذا أطلقت في الشرع فإنما يراد بها ما أمر به النبي، صلى الله عليه وسلم، ونهى عنه وندب إليه قولا وفعلا مما لم ينطق به الكتاب العزيز، ولهذا يقال في أدلة الشرع: الكتاب والسنة أي القرآن والحديث. وفي الحديث: إنما أنسى لأسن أي إنما أدفع إلى النسيان لأسوق الناس بالهداية إلى الطريق المستقيم، وأبين لهم ما يحتاجون أن يفعلوا إذا عرض لهم النسيان، قال: ويجوز أن يكون من سننت الإبل إذا أحسنت رعيتها والقيام عليها. وفي الحديث: أنه نزل المحصب ولم يسنه أي لم يجعله سنة يعمل بها، قال: وقد يفعل الشئ لسبب خاص فلا يعم غيره، وقد يفعل لمعنى فيزول ذلك المعنى ويبقى الفعل على حاله متبعا كقصر الصلاة في السفر للخوف، ثم استمر القصر مع عدم الخوف، ومنه حديث ابن عباس:
رمل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وليس بسنة أي أنه لم يسن فعله لكافة الأمة ولكن لسبب خاص، وهو أن يري المشركين قوة أصحابه، وهذا مذهب ابن عباس، وغيره يرى أن الرمل في طواف القدوم سنة.
وفي حديث محلم ابن جثامة: أسنن اليوم وغير غدا أي اعمل بسنتك التي سننتها في القصاص، ثم بعد ذلك إذا شئت أن تغير فغير أي تغير ما سننت، وقيل: تغير من أخذ الغير وهي الدية.
وفي الحديث: إن أكبر الكبائر أن تقاتل أهل صفقتك وتبدل سنتك، أراد بتبديل السنة أن يرجع أعرابيا بعد هجرته. وفي حديث المجوس: سنوا بهم سنة أهل الكتاب أي خذوهم على طريقتهم وأجروهم في قبول الجزية مجراهم. وفي الحديث: لا ينقض عهدهم
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564