لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ١٥٠
تأتي السماء بدخان مبين، أي بجدب بين. يقال: إن الجائع كان يرى بينه وبين السماء دخانا من شدة الجوع، ويقال: بل قيل للجوع دخان ليبس الأرض في الجدب وارتفاع الغبار، فشبه غبرتها بالدخان، ومنه قيل لسنة المجاعة: غبراء، وجوع أغبر.
وربما وضعت العرب الدخان موضع الشر إذا علا فيقولون: كان بيننا أمر ارتفع له دخان، وقد قيل: إن الدخان قد مضى. والدخنة: كالذريرة يدخن بها البيوت. وفي المحكم: الدخنة بخور يدخن به الثياب أو البيت، وقد تدخن بها ودخن غيره، قال:
آليت لا أدفن قتلاكم، فدخنوا المرء وسرباله.
والدواخن: الكوى التي تتخذ على الأتونات والمقالي. التهذيب:
الداخنة كوى فيها إردبات تتخذ على المقالي والأتونات، وأنشد (* قوله وأنشد إلخ الذي في التكملة: وأنشد لكعب بن زهير:
يثرن الغبار على وجهه كلون الدواخن).
كمثل الدواخن فوق الإرينا ودخن الغبار دخونا: سطع وارتفع، ومنه قول الشاعر:
استلحم الوحش على أكسائها أهوج محضير، إذا النقع دخن.
أي سطع. والدخن: الكدورة إلى السواد. والدخنة من لون الأدخن: كدرة في سواد كالدخان دخن دخنا، وهو أدخن. وكبش أدخن وشاة دخناء بينة الدخن، قال رؤبة:
مرت كظهر الصرصران الأدخن.
قال: صرصران سمك بحري. وليلة دخنانة: شديدة الحر والغم. ويوم دخنان: سخنان. والدخن: الحقد. وفي الحديث: أنه ذكر فتنة فقال: دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي، يعني ظهورها وإثارتها، شبهها بالدخان المرتفع. والدخن، بالتحريك: مصدر دخنت النار تدخن إذا ألقي عليها حطب رطب وكثر دخانها. وفي حديث الفتنة: هدنة على دخن وجماعة على أقذاء، قال أبو عبيد: قوله هدنة على دخن تفسيره في الحديث لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه أي لا يصفو بعضها لبعض ولا ينصع حبها كالكدورة التي في لون الدابة، وقيل: هدنة على دخن أي سكون لعلة لا للصلح، قال ابن الأثير: شبهها بدخان الحطب الرطب لما بينهم من الفساد الباطن تحت الصلاح الظاهر، وأصل الدخن أن يكون في لون الدابة أو الثوب كدرة إلى سواد، قال المعطل الهذلي يصف سيفا:
لين حسام لا يليق ضريبة، في متنه دخن وأثر أحلس.
قوله: دخن يعني كدورة إلى السواد، قال: ولا أحسبه إلا من الدخان، وهذا شبيه بلون الحديد، قال: فوجهه أنه يقول تكون القلوب هكذا لا يصفو بعضها لبعض ولا ينصع حبها كما كانت، وإن لم تكن فيهم فتنة، وقيل:
الدخن فرند السيف في قول الهذلي. وقال شمر: يقال للرجل إذا كان خبيث الخلق إنه لدخن الخلق، وقال قعنب:
وقد علمت على أني أعاشرهم، لا نفتأ الدهر إلا بيننا دخن.
ودخن خلقه دخنا، فهو دخن وداخن: ساء وفسد وخبث. ورجل دخن الحسب والدين
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564