فقال، عليه السلام:
قرسوا الماء في الشنان وصبوه عليهم فيما بين الأذانين، أراد بهما أذان الفجر والإقامة، التقريس: التبريد، والشنان:
القرب الخلقان. وفي الحديث: بين كل أذانين صلاة، يريد بها السنن الرواتب التي تصلى بين الأذان والإقامة قبل الفرض. وأذن الرجل: رده ولم يسقه، أنشد ابن الأعرابي:
أذننا شرابث رأس الدبر أي ردنا فلم يسقنا، قال ابن سيده: وهذا هو المعروف، وقيل:
أذنه نقر أذنه، وهو مذكور في موضعه. وتأذن ليفعلن أي أقسم. وتأذن أي أعلم كما تقول تعلم أي اعلم، قال:
فقلت: تعلم أن للصيد غرة، وإلا تضيعها فإنك قاتله وقوله عز وجل: وإذ تأذن ربك، قيل: تأذن تألى، وقيل:
تأذن أعلم، هذا قول الزجاج. الليث: تأذنت لأفعلن كذا وكذا يراد به إيجاب الفعل، وقد آذن وتأذن بمعنى، كما يقال: أيقن وتيقن. ويقال: تأذن الأمير في الناس إذا نادى فيهم، يكون في التهديد والنهي، أي تقدم وأعلم. والمؤذن: مثل الذاوي، وهو العود الذي جف وفيه رطوبة. وآذن العشب إذا بدأ يجف، فترى بعضه رطبا وبعضه قد جف، قال الراعي:
وحاربت الهيف الشمال وآذنت مذانب، منها اللدن والمتصوح التهذيب: والأذن التبن، واحدته أذنة. وقال ابن شميل: يقال هذه بقلة تجد بها الإبل أذنة شديدة أي شهوة شديدة. والأذنة:
خوصة الثمام، يقال: أذن الثمام إذا خرجت أذنته. ابن شميل:
أذنت لحديث فلان أي اشتهيته، وأذنت لرائحة الطعام أي اشتهيته، وهذا طعام لا أذنة له أي لا شهوة لريحه، وأذن بإرسال إبله أي تكلم به، وأذنوا عني أولها أي أرسلوا أولها، وجاء فلان ناشرا أذنيه أي طامعا، ووجدت فلانا لابسا أذنيه أي متغافلا. ابن سيده: وإذن جواب وجزاء، وتأويلها إن كان الأمر كما ذكرت أو كما جرى، وقالوا: ذن لا أفعل، فحذفوا همزة إذن، وإذا وقفت على إذن أبدلت من نونه ألفا، وإنما أبدلت الألف من نون إذن هذه في الوقف ومن نون التوكيد لأن حالهما في ذلك حال النون التي هي علم الصرف، وإن كانت نون إذن أصلا وتانك النونان زائدتين، فإن قلت:
فإذا كانت النون في إذن أصلا وقد أبدلت منها الألف فهل تجيز في نحو حسن ورسن ونحو ذلك مما نونه أصل فيقال فيه حسا ورسا؟ فالجواب: إن ذلك لا يجوز في غير إذن مما نونه أصل، وإن كان ذلك قد جاء في إذن من قبل أن إذن حرف، فالنون فيها بعض حرف، فجاز ذلك في نون إذن لمضارعة إذن كلها نون التأكيد ونون الصرف، وأما النون في حسن ورسن ونحوهما فهي أصل من اسم متمكن يجري عليه الإعراب، فالنون في ذلك كالدال من زيد والراء من نكير، ونون إذن ساكنة كما أن نون التأكيد ونون الصرف ساكنتان، فهي لهذا ولما قدمناه من أن كل واحدة منهما حرف كما أن النون من إذن بعض حرف أشبه بنون الاسم المتمكن.
الجوهري: إذن حرف مكافأة وجواب، إن قدمتها على الفعل المستقبل نصبت بها لا غير، وأنشد ابن بري هنا