وقوله عز وجل: يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده وينزل الملائكة بالروح من أمره، قال أبو العباس: هذا كله معناه الوحي، سمي روحا لأنه حياة من موت الكفر، فصار بحياته للناس كالروح الذي يحيا به جسد الإنسان، قال ابن الأثير: وقد تكرر ذكر الروح في الحديث كما تكرر في القرآن ووردت فيه على معان، والغالب منها أن المراد بالروح الذي يقوم به الجسد وتكون به الحياة، وقد أطلق على القرآن والوحي والرحمة، وعلى جبريل في قوله: الروح الأمين، قال: وروح القدس يذكر ويؤنث. وفي الحديث:
تحابوا بذكر الله وروحه، أراد ما يحيا به الخلق ويهتدون فيكون حياة لكم، وقيل: أراد أمر النبوة، وقيل: هو القرآن. وقوله تعالى: يوم يقوم الروح والملائكة صفا، قال الزجاج: الروح خلق كالإنس وليس هو بالإنس، وقال ابن عباس: هو ملك في السماء السابعة، وجهه على صورة الإنسان وجسده على صورة الملائكة، وجاء في التفسير: أن الروح ههنا جبريل، وروح الله: حكمه وأمره. والروح: جبريل عليه السلام. وروى الأزهري عن أبي العباس أحمد بن يحيى أنه قال في قول الله تعالى:
وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا، قال: هو ما نزل به جبريل من الدين فصار تحيا به الناس أي يعيش به الناس، قال: وكل ما كان في القرآن فعلنا، فهو أمره بأعوانه، أمر جبريل وميكائيل وملائكته، وما كان فعلت، فهو ما تفرد به، وأما قوله: وأيدناه بروح القدس، فهو جبريل، عليه السلام. والروح: عيسى، عليه السلام. والروح: حفظة على الملائكة الحفظة على بني آدم، ويروى أن وجوههم مثل وجوه الإنس.
وقوله: تنزل الملائكة والروح، يعني أولئك.
والروحاني من الخلق: نحو الملائكة ممن خلق الله روحا بغير جسد، وهو من نادر معدول النسب. قال سيبويه: حكى أبو عبيدة أن العرب تقوله لكل شئ كان فيه روح من الناس والدواب والجن، وزعم أبو الخطاب أنه سمع من العرب من يقول في النسبة إلى الملائكة والجن روحاني، بضم الراء، والجمع روحانيون. التهذيب: وأما الروحاني من الخلق فإن أبا داود المصاحفي روى عن النضر في كتاب الحروف المفسرة من غريب الحديث أنه قال: حدثنا عوف الأعرابي عن وردان بن خالد قال:
بلغني أن الملائكة منهم روحانيون، ومنه من خلق من النور، قال: ومن الروحانيين جبريل وميكائيل وإسرافيل، عليهم السلام، قال ابن شميل:
والروحانيون أرواح ليست لها أجسام، هكذا يقال، قال: ولا يقال لشئ من الخلق روحاني إلا للأرواح التي لا أجساد لها مثل الملائكة والجن وما أشبههما، وأما ذوات الأجسام فلا يقال لهم روحانيون، قال الأزهري:
وهذا القول في الروحانيين هو الصحيح المعتمد لا ما قاله ابن المظفر ان الروحاني الذي نفخ فيه الروح. وفي الحديث: الملائكة الروحانيون، يروى بضم الراء وفتحها، كأنه نسب إلى الروح أو الروح، وهو نسيم الريح، واللف والنون من زيادات النسب، ويريد به أنهم أجسام لطيفة لا يدركها البصر.
وفي حديث ضمام: إني أعالج من هذه الأرواح، الأرواح ههنا: كناية عن الجن سموا أرواحا لكونهم لا يرون، فهم بمنزلة الأرواح. ومكان روحاني، بالفتح، أي طيب. التهذيب: قال شمر: والريح عندهم قريبة من الروح كما قالوا: تيه وتوه، قال أبو الدقيش: عمد منا رجل إلى قربة فملأها من