زوج، والشتاء زوج، والصيف زوج، والليل زوج، والنهار زوج، ويجمع الزوج أزواجا وأزاويج، وقد ازدوجت الطير: افتعال منه، وقوله تعالى:
ثمانية أزواج، أراد ثمانية أفراد، دل على ذلك، قال: ولا تقول للواحد من الطير زوج، كما تقول للاثنين زوجان، بل يقولون للذكر فرد وللأنثى فردة، قال الطرماح:
خرجن اثنتين واثنتين وفردة، ينادون تغليسا سمال المداهن وتسمي العرب، في غير هذا، الاثنين زكا، والواحد خسا، والافتعال من هذا الباب: ازدوج الطير ازدواجا، فهي مزدوجة. وفي حديث أبي ذر: أنه سمع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: من أنفق زوجين من ماله في سبيل الله ابتدرته حجبة الجنة، قلت: وما زوجان من ماله؟ قال: عبدان أو فرسان أو بعيران من إبله، وكان الحسن يقول: دينارين ودرهمين وعبدين واثنين من كل شئ. وقال ابن شميل: الزوج اثنان، كل اثنين زوج، قال: واشتريت زوجين من خفاف أي أربعة، قال الأزهري:
وأنكر النحويون ما قال، والزوج الفرد عندهم. ويقال للرجل والمرأة:
الزوجان. قال الله تعالى: ثمانية أزواج، يريد ثمانية أفراد، وقال:
احمل فيها من كل زوجين اثنين، قال: وهذا هو الصواب. يقال للمرأة: إنها لكثيرة الأزواج والزوجة، والأصل في الزوج الصنف والنوع من كل شئ. وكل شيئين مقترنين، شكلين كانا أو نقيضين، فهما زوجان، وكل واحد منهما زوج. يريد في الحديث: من أنفق صنفين من ماله في سبيل الله، وجعله الزمخشري من حديث أبي ذر قال: وهو من كلام النبي، صلى الله عليه وسلم، وروى مثله أبو هريرة عنه.
وزوج المرأة: بعلها. وزوج الرجل: امرأته، ابن سيده: والرجل زوج المرأة، وهي زوجه وزوجته، وأباها الأصمعي بالهاء. وزعم الكسائي عن القاسم بن معن أنه سمع من أزدشنوءة بغير هاء، والكلام بالهاء، ألا ترى أن القرآن جاء بالتذكير: اسكن أنت وزوجك الجنة؟ هذا كله قول اللحياني. قال بعض النحويين: أما الزوج فأهل الحجاز يضعونه للمذكر والمؤنث وضعا واحدا، تقول المرأة: هذا زوجي، ويقول الرجل: هذه زوجي. قال الله عز وجل: اسكن أنت وزوجك الجنة وأمسك عليك زوجك، وقال:
وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج، أي امرأة مكان امرأة. ويقال أيضا:
هي زوجته، قال الشاعر:
يا صاح، بلغ ذوي الزوجات كلهم:
أن ليس وصل، إذا انحلت عرى الذنب وبنو تميم يقولون: هي زوجته، وأبى الأصمعي فقال: زوج لا غير، واحتج بقول الله عز وجل: اسكن أنت وزوجك الجنة، فقيل له: نعم، كذلك قال الله تعالى، فهل قال عز وجل: لا يقال زوجة؟ وكانت من الأصمعي في هذا شدة وعسر.
وزعم بعضهم أنه إنما ترك تفسير القرآن لأن أبا عبيدة سبقه بالمجاز إليه، وتظاهر أيضا بترك تفسير الحديث وذكر الأنواء، وقال الفرزدق:
وإن الذي يسعى يحرش زوجتي، كساع إلى أسد الشرى يستبيلها وقال الجوهري أيضا: هي زوجته، واحتاج ببيت الفرزدق. وسئل ابن مسعود، رضي الله عنه، عن الجمل من