وطاحت الألبان والعبائث وظلت الغنم عبيثة واحدة، وبكيلة واحدة: وهو أن الغنم إذا لقيت غنما أخرى فدخلت فيها، اختلط بعضها ببعض، وهو مثل، وأصله من الأقط والسويق، يبكل بالسمن فيؤكل، وأما قول السعدي:
إذا ما الخصيف العوبثاني ساءنا، تركناه، واخترنا السديف المسرهدا فيقال: إن العوبثاني دقيق وسمن تمر، يخلط باللبن الحليب. قال ابن بري: هذا البيت لناشرة بن مالك يرد على المخبل السعدي، وكان المخبل قد عيره باللبن. والخصيف: اللبن الحليب، يصب عليه الرائب، وقبله:
وقد عيرونا المحض، لا در درهم وذلك عار خلته، كان أمجدا فأسقى الإله المحض، من كان أهله، وأسقى بني سعد سمارا مصردا السمار: اللبن المخلوط بالماء. والمصرد: المقلل.
والعوبث: موضع، قال رؤبة:
بشعب تنبوك وشعب العوبث * عثث: العثة والعثة: المرأة المحقورة الخاملة، ضاوية كانت أو غير ضاوية، وجمعها عثاث. ويقال للمرأة البذية: ما هي إلا عثة. وقال بعضهم: امرأة عثة، بالفتح، ضئيلة الجسم.
ورجل عث، قال يصف امرأة جسيمة:
عميمة ضاحي الجلد، ليست بعثة، ولا دفنس، يطبي الكلاب خمارها الدفنس: البلهاء الرعناء. وقوله يطبي الكلاب خمارها:
يريد أنها لا تتوقى على خمارها من الدسم، فهو زهم، فإذا طرحته طبي الكلاب برائحته.
والعثاث: الأفاعي التي يأكل بعضها بعضا في الجدب. ويقال للحية: العثاء والنكزاء.
وعثته الحية تعثه عثا: نفخته ولم تنهشه، فسقط لذلك شعره.
والعثاث: رفع الصوت بالغناء والترنم فيه.
وعاث في غنائه معاثة وعثاثا، وعثث: رجع، وكذلك القوس المرنة، قال كثير يصف قوسا:
هتوفا، إذا ذاقها النازعون، سمعت لها، بعد حبض، عثاثا وقال بعضهم: هو شبه ترنم الطست إذا ضرب. وعثه يعثه عثا: رد عليه الكلام، أو وبخه به، كعته. ويقال:
أطعمني سويقا حثا وعثا إذا كان غير ملتوت بدسم. والعثة:
السوسة أو الأرضة التي تلحس الصوف، والجمع عث وعثث. وعثت الصوف والثوب تعثه عثا: أكلته. وعث الصوف: أكله العث. والعث: دويبة تأكل الجلود، وقيل: هي دويبة تعلق الإهاب فتأكله، هذا قول ابن الأعرابي، وأنشد:
تصيد شبان الرجال بفاحم غداف، وتصطادين عثا وجد جدا والجد جد أيضا: دويبة تعلق الإهاب فتأكله، وقال ابن دريد:
العث، بغير هاء: دواب تقع في الصوف، فدل على أن العث جمع، وقد يجوز أن يعني بالعث الواحد، وعبر عنه بالدواب، لأنه جنس معناه الجمع، وإن كان لفظه واحدا.