وروي عن عمر بن معدي كرب أنه قال لبني سليم " قاتلناكم فما أجبناكم وسألناكم فما أبخلناكم وهاجيناكم فما أفحمناكم " أي لم نجد جبناء ولا بخلاء ولا مفحمين ولا يراد بأفعل في شئ من هذه أدخلناكم في ذلك فإذا قلت بخلته وجهلته وجبنته فإنما تريد أنك رميته بذلك ومثله شجعته وكذلك تقول إذا أردت أنك أدخلته في شئ من هذه وهو معنى الحديث بالتشديد تريد أن الولد ينسب أباه إلى البخل والجبن والجهل لأنه سبب لنسب الناس إياه إلى ذلك أو أنه يدخله في هذه الخلال وهذا كالحديث الآخر " الولد مبخلة مجبنة مجهلة " وأما قوله آخر وطأة وطئها الله بوج فإني أراه والله أعلم أن آخر ما أوقع الله بالمشركين بالطائف ووج هي الطائف وكذلك قال سفيان بن عيينة آخر غزاة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف وحنين واد قبل الطائف وذهب أيضا في تفسير هذا الحرف هذا المذهب وهذا شبيه بقول النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم اشدد وطأتك على مضر وابعث عليهم سنين كسني يوسف " ومنه يقال وطأهم وطأ ثقيلا ووطأ المقيد يريد بذلك أنه طحنهم وأبادهم قال الشاعر [من الكامل] ووطئتنا وطأ على حنق * وطأ المقيد يابس الهرم ويروى نابت الهرم والهرم نبت ضعيف من الحمض والمقيد أثقل شئ وطأ لأنه يرسف فيضع رجليه معا في موضع فإذا وطئ الهرم كسره وفته وذكر الأصمعي إن أعرابيا جئ بثوب رقيق فقال هذا حمضة قال وذلك أن الحمضة إذا مست تفتت وفيه قول آخر حدثني أبي قال حدثني يزيد بن عمرو ثنا عبد الله بن الزبير المكي ثنا عبد الله بن الحارث عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن كعب قال " إن وجا مقدس منه عرج الرب إلى السماء يوم قضى خلق الأرض "
(١٥٧)