ويدل على ذلك عدة روايات، منها:
1 - رواية هشام بن سالم، قال: كنا في المدينة أنا ومحمد بن النعمان صاحب الطاق والناس مجتمعون على عبد الله بن جعفر على أنه صاحب الأمر بعد أبيه، فدخلنا عليه والناس عنده، فسألناه عن الزكاة في كم تجب، فقال:
في مائتي درهم خمسة دراهم، فقلنا له: ففي مائة؟ قال: درهمان ونصف، قلنا:
والله ما تقول المرجئة هذا. فقال: والله ما أدري ما تقول المرجئة.
قال: فخرجنا من مجلسه ضلالا لا ندري إلى أين نتوجه، أنا وأبو جعفر الأحول، فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين حيارى لا ندري إلى أين نتوجه وإلى من نقصد، نقول: إلى المرجئة، إلى القدرية، إلى الزيدية، إلى المعتزلة، إلى الخوارج؟ فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا أعرفه، يومئ إلي بيده، فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر المنصور، وذلك أنه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون إلى من اتفقت شيعة جعفر عليه فيضربون عنقه، فخفت أن يكون منهم، فقلت للأحول: تنح فإني خائف على نفسي وعليك، وإنما يريدني لا يريدك؛ فتنح عني ولا تهلك وتعين على نفسك؛ فتنحى غير بعيد، وتبعت الشيخ، وذلك أني ظننت أني لا أقدر على التخلص منه، فما زلت أتبعه وقد عزمت على الموت حتى ورد بي على باب أبي الحسن (عليه السلام)، ثم خلاني ومضى، فإذا خادم بالباب فقال لي: ادخل رحمك الله.
فدخلت فإذا أبو الحسن (عليه السلام)، فقال لي ابتداء منه: لا إلى المرجئة، ولا إلى القدرية، ولا إلى الزيدية، ولا إلى المعتزلة، ولا إلى الخوارج، إلي إلي.
قال: فقلت له: جعلت فداك، مضى أبوك؟ قال: نعم. قال: قلت: جعلت فداك، مضى في موت؟ قال: نعم. قلت: جعلت فداك، فمن لنا بعده؟ فقال: