وهذا الدعاء الجليل، وحيد في مضامينه، فريد في معطياته، فقد حوى جميع ألوان التضرع، والتذلل، والعبودية المطلقة لله، الواحد القهار، مدبر الأكوان ومبدع الأشياء.
لقد كشف هذا الدعاء، عن انقطاع الإمام عليه السلام، لله تعالى، واعتصامه به، وهذا مما يدلل على مدى معرفته به تعالى، وهذا ليس غريبا ولا بعيدا عن الإمام عليه السلام، فهو من معادن التوحيد، ومن مراكز الدعوة إلى الله.
16 - دعاؤه الثالث في يوم عرفة ومن أدعية الإمام الصادق عليه السلام، في يوم عرفة، هذا الدعاء الجليل، وهو ينم عن أهمية هذا اليوم، وعظيم مكانته، عند الإمام عليه السلام وهذا نصه:
اللهم، أنت الله لا إله إلا أنت رب العالمين، وأنت الله لا إله إلا أنت العزيز الحكيم، وأنت الله لا إله إلا أنت العلي العظيم، وأنت الله لا إله إلا أنت الغفور الرحيم، وأنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم، وأنت الله لا إله إلا أنت مالك يوم الدين، بدء كل شئ، وإليك يعود كل شئ لم تزل ولا تزال. الملك القدوس، السلام المؤمن، المهيمن، العزيز الجبار، المتكبر، الكبرياء رداؤك، سابغ النعماء، جزيل العطاء، باسط اليدين بالرحمة، نفاح الخيرات، كاشف الكربات، منزل الآيات، مبدل السيئات، جاعل الحسنات درجات، دنوت في علوك، وعلوت في دنوك، دنوت فلا شئ دونك، وعلوت فلا شئ فوقك، ترى، ولا ترى، وأنت بالمنظر الاعلى، خالق الحب والنوى، لك ما في السماوات العلى، ولك الكبرياء في الآخرة والأولى، غافر الذنب، وقابل