بالتحذير من اقتراف الجرائم والذنوب، التي تمسخ الانسان، وتهبط به إلى مستوى سحيق ما له من قرار، وقد ذكر سجلا منها، وحذر كأشد ما يكون التحذير منها، وبذلك فقد اعطى منهجا متكاملا للحياة الاسلامية المتطورة، التي تسود بمناهجها الرائعة، جميع مجتمعات العالم، حقا لقد كان هذا الدعاء من ذخائر أدعية أئمة أهل البيت عليهم السلام ومن مناجم ثرواتهم الفكرية.
6 - دعاؤه في ليالي رمضان كان الإمام الصادق عليه السلام، يدعو في ليالي رمضان بعد صلاة المغرب بهذا الدعاء:
" اللهم، من طلب حاجته إلى أحد من المخلوقين، فإني لا أطلب حاجتي إلا منك، أسألك بفضلك، ورضوانك، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل لي من عامي هذا، إلى بيتك الحرام سبيلا، حجة مبرورة، مقبولة زاكية، خالصة لك تقر بها عيني، وترفع بها درجتي، وترزقني أن أغض بصري، وأن أحفظ فرجي، وأن أكف عن جميع محارمك، حتى لا يكون شئ آثر عندي من طاعتك وخشيتك، والعمل بما أحببت، والترك لما كرهت، ونهيت عنه واجعل ذلك في يسر ويسار منك، وعافية، وأوزعني شكر ما أنعمت به علي.. اللهم اجعل لي مع الرسول سبيلا.. " (1).
وكان حقا هذا هو التبتل والاعتصام بالله، فهو لا يرجو قضاء أي حاجة من حوائجه إلا من الله، ولا يرجو أي أحد من المخلوقين الذين هم فقراء إلى الله، وقد كان أعز طلباته منه تعالى هو أن يرزقه حج بيته الحرام، فإنه من أغلى