وهذا الدعاء الجليل، من ذخائر أدعية الإمام عليه السلام، فقد حكى ألطاف الله تعالى الدائمة وفيوضاته المتصلة على عباده، وعفوه عنهم، كما حكى ظاهرة من قدرة الله وبدائع صنعه، وهي اختلاف السنة الناس، واختلاف ألوانهم فان المليارات منهم لا يشبه بعضهم بعضا، في الشكل والصورة، منذ بدء الخليقة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وتلك آية من آيات الله، ومثل من أمثلة توحيده فتبارك الله أحسن الخالقين.
وطلب الإمام عليه السلام، من الله تعالى، في هذا الدعاء أن ينزهه من جميع النزعات والصفات الشريرة، التي خلقت مع الانسان، وتكونت في دخائل النفوس، وأعماق القلوب، من الشك، والريبة، والجحود، والبذخ، وغير ذلك من الصفات التي تبعد الانسان عن ربه، طالبا منه تعالى أن تحل مكانها الصفات الخيرة من الايمان والوفاء، والرضا بقضاء الله، والزهد في الدنيا، وغير ذلك من الصفات التي ترفع مستوى الانسان.
3 - دعاء آخر في الليلة الأولى ومن الأدعية الجليلة، التي كان يدعو بها الإمام الصادق عليه السلام، في أول ليلة من شهر رمضان المبارك، هذا الدعاء العظيم:
" اللهم، رب شهر رمضان منزل القرآن.. هذا شهر رمضان الذي أنزلت فيه القرآن، وجعلت فيه بينات من الهدى والفرقان، اللهم، ارزقنا صيامه، وأعنا على قيامه، اللهم سلمه لنا، وسلمنا فيه وتسلمه منا في يسر منك وعافية، واجعل فيما تقضي، وتقدر من الامر الحكيم، في ليلة القدر من القضاء المبرم، الذي لا يرد، ولا يبدل، أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام، المبرور حجهم، المشكور سعيهم، المغفورة ذنوبهم، المكفر عنهم سيئاتهم، واجعل فيما تقضي، وتقدر أن تطيل