التوب، شديد العقاب، ذو الطول، لا إله إلا أنت إليك المأوى وإليك المصير، وسعت رحمتك كل شئ، وبلغت حجتك، ولا معقب لحكمك، ولا يخيب سائلك، كل شئ بعلمك، وأحصيت كل شئ عددا، وجعلت لكل شئ أمدا، وقدرت كل شئ تقديرا، بلوت فقهرت ونظرت فخبرت، وبطنت وعلمت فسترت، وعلى كل شئ ظهرت، تعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور، ولا تنسى من ذكرك، ولا تخيب من سألك، ولا تضيع من توكل عليك، أنت الذي لا يشغلك ما في جو سماواتك عما في جو أرضك، تعززت في ملكك، وتقويت في سلطانك، وغلب على كل شئ قضاؤك، وملك كل شئ أمرك، وقهرت كل شئ قدرتك، لا يستطاع وصفك، ولا يحاط بعلمك، ولا ينتهي ما عندك، ولا تصف العقول صفة ذاتك، عجزت الأوهام عن كيفيتك، ولا تدرك الابصار موضع أينيتك، ولا تحد فتكون محدودا، ولا تمثل فتكون موجودا، ولا تلد فتكون مولودا، أنت الذي لا ضد معك، فيعاندك، ولا عديل لك فيكاثرك، ولا ند لك فيعارضك، أنت ابتدعت واخترعت، واستحدثت، فما أحسن ما صنعت، سبحانك ما أجل ثناءك، وأسنى في الأماكن مكانك، وأصدع بالحق فرقانك، سبحانك من لطيف ما ألطفك، وحكيم ما أعرفك، ومليك ما أسمحك، بسطت بالخيرات يداك، وعرفت الهداية من عندك، وخضع لك كل شئ، وانقاد للتسليم لك كل شئ، سبيلك جدد، وأمرك رشد، وأنت حي صمد، وأنت الماجد الجواد، الواحد الأحد، العليم الكريم، القديم، القريب، المجيب، تباركت وتعاليت عما يقول الظالمون، علوا كبيرا، تقدست أسماؤك وجل ثناؤك، فصل على محمد عبدك، ورسولك الذي صدع
(١٨٤)