3 - دعاؤه بعد السجود وكان الامام، إذا رفع رأسه من السجود، واستوى جالسا دعا بهذا الدعاء، " اللهم، أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر، نزل بي ثقة وعدة، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت به العدو، وتعييني فيه الأمور، أنزلته بك، وشكوته إليك، فأنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حاجة، ومنتهى كل رغبة، لك الحمد كثيرا، ولك المن فاضلا. " (3).
ومثل هذا الدعاء، وما قبله، مدى اعتصام الإمام عليه السلام بالله، والتجائه إليه، في جميع شؤونه وأحواله، وأقواله، ومن الطبيعي أن ذلك ناشئ، عن معرفته الكاملة بالله تعالى، وإيمانه العميق به.
4 - دعاؤه الأول في القنوت كان الإمام الصادق عليه السلام، يدعو بهذا الدعاء الجليل في قنوت صلاته، وهو يمثل الجانب السياسي من أدعيته، فقد دعا به على عدوه الماكر اللئيم، وأغلب الظن، أنه المنصور الدوانيقي، وهو من الملوك الذين لا يعرفون الرحمة، ولا يؤمنون بالقيم الكريمة، وكان من ألد أعداء الأسرة النبوية، ومن أبغض الناس لآل البيت عليهم السلام، وهذا نص دعاء الامام:
" يا من سبق علمه، ونفذ حكمه، وشمل حلمه، صل على محمد وآله، وأزل حلمك عن ظالمي، وبادره بالنقمة، وعاجله بالاستيصال،