وأتيناك طالبين، نرجو ما لا خلف له من وعدك، ولا مترك له من عظيم أجرك، قد أبرزت ذوو الآمال إليك وجوهها المصونة، ومدوا إليك أكفهم طلبا لما عندك، ليدركوا بذلك رضوانك، يا غفار، يا مستغاث من فضله، يا ملك في عظمته، يا جبار في قوته، يا لطيف في قدرته، يا متكفل يا رزاق النعاب في عشه (1) يا أكرم مسؤول، ويا خير مأمول، ويا أجود من نزلت بفنائه الركائب، ويطلب عنده نيل الرغائب، وأناخت به الوفود يا ذا الجود، يا عظيم من كل مقصود، أنا عبدك الذي أمرتني، فلم أأتمر، ونهيتني عن معصيتك فلم أنزجر، فخالفت أمرك ونهيك، لا معاندة لك، ولا استكبارا عليك، بل دعاني هواي، واستزلني عدوك وعدوي، فأقدمت على ما فعلت، عارفا بوعيدك، راجيا لعفوك، واثقا بتجاوزك وصفحك، فيا أكرم من أقر له بالذنوب، ها أنا ذا بين يديك صاغرا ذليلا خاضعا، خاشعا، خائفا معترفا، بعظيم ذنوبي وخطاياي، فما أعظم ذنوبي التي تحملتها وأوزاري التي اجترمتها، مستجيرا فيها بصفحك، لائذا برحمتك، موقنا أنه لا يجيرني منك مجير، ولا يمنعني منك مانع، فعد علي بما تعود على من اقترف عن تعمد، وجد علي بما تجود به على من ألقى بيده إليك من عبادك، وامنن علي بما لا يتعاظمك أن تمن به على من أملك من غفرانك له، يا كريم، إرحم صوت حزين يخفي ما سترت عن خلقك من مساوئه، يسألك في هذه العشية رحمة تنجيه من كرب موقف المسألة، ومكروه يوم المعاينة، حين يفرده عمله، ويشغله عن أهله وولده، فارحم عبدك الضعيف عملا، الجسيم أملا، خرجت من يدي أسباب الوصلات إلا ما وصلته
(١٨٦)