10 - دعاؤه الفلسفي الذي علمه لجابر من الأدعية الفلسفية الجامعة، للإمام الصادق عليه السلام، هذا الدعاء الجليل وقد علمه لتلميذه العظيم، مفخرة الشرق، جابر بن حيان، وهو مما يستعان به على تلقي العلوم، وحفظها، والابداع فيها، ولنترك الحديث لجابر فهو يحدثنا عن كيفية هذا الدعاء قال ما نصه:
" إني كنت ألفت سيدي - يعني الإمام الصادق - صلوات الله عليه كثيرا، وكنت لهجا بالأدعية، وبخاصة ما كان يدعو به الفلاسفة، وكنت أعرضه عليه وكان منها ما استحسنه، ومنها ما يقول عنه: الناس كلهم يدعون بهذا، وليس فيه خاصية، فلما كثرت عليه علمني هذا الدعاء، وهو من جنس دعاء الفلاسفة بل إنه لا فرق بيه، وبين ما يدعو به الفلاسفة، فإنه قد اختار من دعاء الفلاسفة، أجزاء وأضاف إليها أجزاء، وقال لي: لا يتم لك الامر إلا به، وعندي أنه لا يتم لاحد ممن قرأ كتبي خاصة به أن أزال صورة الشيطان عن قلبه، وترك اللجاج، واستعمل محض الاسلام، والدين، والنية الجميلة، وأما ما دام الشيطان يلعب به، وينزله قصدا، فليس ينفعه شئ، وذلك أن اللجاج ليس هو من الشيطان وحده، إنما هو من فساد النية، فاتق الله يا هذا في نفسك، واعمد إلى ما أوصيك به، وهذه هي الوصية:
إبدأ بالطهر، بأن تفيض على بدنك، ماء نظيفا، في موضع نظيف، ثم تلبس ثيابا طاهرة، لا تمسها امرأة حائض، ثم تستخير الله ألف مرة (1) وتقول في استخارتك:
اللهم، إني أستخيرك في قصدي، فوفقني، وأزغ الشيطان عني، إنك تقدر عليه، ولا يقدر عليك.