كراهية لان تنثلم طريقتهم، وان يفرق بين الرجل ورفيقه.
فلما رفعوا إلى الجبار تبارك وتعالى قالوا: ربنا أنت السلام ومنك السلام ولك يحق الجلال والاكرام قال: فقال: السلام ومني السلام ولي يحق الجلال والاكرام، فمرحبا بعبادي الذين حفظوا وصيتي في أهل بيتي، وراعوا حقي وخلفوني بالغيب وكانوا مني على كل حال مشفقين.
قالوا: أما وعزتك وجلالك ما قدرناك حق قدرك وما أدينا كل حقك، فأذن لنا بالسجود، قال لهم ربهم عز وجل: اني قد وضعت عنكم مؤونة العبادة وأرحت لكم أبدانكم، فطالما أنصبتم لي الأبدان، وعنتم لي الوجوه فالآن أفضيتم إلى روحي ورحمتي فاسألوني ما شئتم وتمنوا علي أعطكم أمانيكم واني لم أجزكم اليوم بأعمالكم ولكن برحمتي وكرامتي وطولي وعظيم شأني وبحبكم أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله.
فلم يزالوا يا مقداد محبي (1) علي بن أبي طالب في العطايا والمواهب حتى أن المقصر من شيعته ليتمنى في أمنيته مثل جميع الدنيا منذ خلقها الله إلى يوم القيامة قال لهم ربهم تبارك وتعالى: لقد قصرتم في أمانيكم ورضيتم بدون ما يحق لكم فانتظروا إلى مواهب ربكم فإذا بقباب وقصور في أعلا عليين من الياقوت الأحمر والأخضر والأبيض والأصفر، يزهر نورها، فلولا انه مسخر مسخد (2) إذا للمعت (3) الابصار منها فما كان من تلك القصور من الياقوت