وفي حديث ابن مسعود: (أقرأنيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاه إلى في) (١) أي مشافهة وتلقينا، وهو نصب على الحال بتقدير المشتق، أو أن الجملة حال وجعل نصبه في أول جزئيها لكون الجملة في معنى المشتق، ويقال أيضا:
كلمني فوه إلى في - بالرفع - على الأصل، والجملة في موضع الحال والنصب في المحل.
وقد مر معنى كلمة الإخلاص وان المراد بها شهادة أن لا إله إلا الله، وهي الشهادة بالتوحيد أو أنها هي مع كلمة محمد رسول الله، لأن كلمة الرسالة من شروط كلمة التوحيد فهما قرينتان لا تتفارقان.
وفي قولها (عليها السلام): (وفهتم بكلمة الإخلاص) إشارة إلى عدم ثبوت كلمة الإيمان في قلوبهم حينئذ كما قال تعالى: ﴿قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم﴾ (٢).
و (النفر) قيل هم رهط الإنسان وعشيرته، وهو اسم جمع يقع على جماعة من الرجال خاصة ما بين الثلاثة إلى العشرة، على ما ذكره في النهاية وغيرها (٣)، ولا واحد له من لفظه وقيل سبعة، وقوله تعالى: ﴿أكثر نفيرا﴾ (٤) أي عددا، وفي المجمع:
انه جمع نفر (٥).
والنفير أيضا من ينفر مع الرجل من قومه من النفر بمعنى الخروج مطلقا أو إلى الغزو، أو بمعنى الفزع إلى الشخص، قال تعالى: ﴿فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين﴾ (6)، وأصل النفر جماعة تنفر إلى مثلها، والثبة جماعة في تفرقة، ونفر القوم نفرا: تفرقوا، ونفر منه أي ارتحل، ونفر إليه أي أسرع، وكلها يرجع إلى