المطلوب الذي هو الحياة.
وفي تنكير حياة تعظيم عظيم لمنعه عما كانوا عليه من قتل جماعة بواحد، أو التنوين للنوعية وهي الحياة الحاصلة للمقتول والقاتل بالارتداع من القتل لخوف القصاص، وفي القصاص حياة مطرد أيضا إذ الاقتصاص مطلقا سبب الحياة بخلاف القتل، إذ القتل قد يكون أدعى للقتل وهو القتل الذي لا يكون على وجه الاقتصاص.
وليس في الآية تكرير بخلاف قولهم المذكور، وفي الآية الجمع بين المتضادين أي القصاص والحياة، واشتمال القتل على الحياة أمر عجيب، إلى غير ذلك من وجوه الفضيلة التي ذكروها للآية بالنسبة إلى قولهم المذكور.
و (الوفاء) بالفتح ضد الغدر مصدر قولك: وفيت بالعهد أفي به وفاء، وأوفيت به إيفاء مثله، كما قال تعالى: (يوفون بالنذر...) (١)، قال بعض الأفاضل: قد تضمنت الآية المدح بالوفاء بالنذر والنذر سبب نزولها باتفاق الأمة، ﴿وإبراهيم الذي وفى﴾ (٢) التثقيل مبالغة وفى أي وفى بذبح ولده.
وفي الحديث: سئل ما معنى قوله تعالى: (وإبراهيم الذي وفى) قال: كلمات بالغ فيهن، كان إذا أصبح قال: أصبحت وربي محمود، أصبحت ولا أشرك بالله شيئا، ولا أدعو معه إلها، ولا اتخذ من دونه وليا (٣).
وقال الفارابي: أوفيته حقه ووفيته - بالتثقيل - أي أعطيته، وتوفاه الله: أماته من الوفاة بمعنى الموت، قال تعالى: ﴿الله يتوفى الأنفس حين موتها﴾ (4) والله هو المتوفى بصيغة الفاعل، والميت المتوفى بصيغة المفعول، وقال تعالى: (قل يتوفاكم