أو التكلف، وقيل: الكبرياء الملك فهو بمعنى مالك الملك، وقيل: هي عبارة عن كمال الذات وكمال الوجود، ولا يوصف بهما إلا الله.
وفي وصايا النبي (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر: يا أبا ذر من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوء مقعده من النار، يا أبا ذر من مات وفي قلبه مثقال ذرة من الكبر لم يجد رائحة الجنة إلا أن يتوب قبل ذلك، فقال رجل: يا رسول الله اني ليعجبني الجمال حتى وددت أن علاقة سوطي وشراك نعلي حسن، فهل يرهب علي ذلك.
قال (صلى الله عليه وآله): وكيف تجد قلبك؟ قال: أجده عارفا بالحق مطمئنا إليه، قال: ليس ذلك بالكبر، ولكن الكبر أن تترك الحق وتتجاوزه إلى غيره، وتنظر إلى الناس ولا ترى أن أحدا عرضه كعرضك، ولا دمه كدمك.
يا أبا ذر أكثر من يدخل النار المتكبرون، وقال رجل: وهل ينجو من الكبر أحد يا رسول الله؟ قال: نعم، من لبس الصوف، وركب الحمار، وحلب المعز، وجالس المساكين، يا أبا ذر من حمل بضاعته فقد برئ من الكبر - يعني ما يشتري من السوق - يا أبا ذر من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، يا أبا ذر من رفع ذيله، وخصف نعله، وعفر وجهه فقد برئ من الكبر (1).
وفي الخبر الآخر: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من الكبر) (2) وفسر الكبر هنا بالجحود والشرك أيضا كما جاءت به الرواية.
والكبر من الأخلاق المذمومة في الإنسان، وعلاجه بما يعرف به الإنسان نفسه من أن أوله نطفة مذرة، وآخره جيفة قذرة، وهو فيما بين ذلك يحمل العذرة، وان آخره الموت، وانه يعرض للحساب والكتاب والعقاب، فان كان من أهل النار فالخنزير خير منه، فمن أين يليق له الكبر وهو عبد مملوك لا يقدر على شئ.
ولما كانت الصلاة أعظم العبادات، وهي مشتملة من تعظيم الله تعالى وتكبيره،