وكدت - من التوكيد - رأيك عليه وعزمك إلى فعله، ووفيت بعهد الله فيه.
وفي الحديث: (الزكاة عزمة من عزمات الله) (١) أي حق من حقوقه، وواجب من واجباته، وقالوا: لا خير في عزم بغير حزم، فإن القوة إذا لم يكن معها حذر أورطت صاحبها، وفي الخبر: (إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه) (٢).
والعزيمة: سورة السجدة الواجبة أيضا، وهي جعلت أولا اسما لنفس السجدة الواجبة بآيتها، ثم أطلقت على الآية تسمية للسبب باسم المسبب، ثم بعد جعلها فيها حقيقة عرفية أطلقت على نفس السورة تسمية للكل باسم الجزء، وسور العزائم مشهورة، وفي الحديث: (ليست سجدة صاد من عزائم السجود) (٣).
قيل: والعزم والعزمة ما عقد عليه قلبك انك فاعله، ومنه قوله تعالى: ﴿فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل﴾ (4)، قيل: العزم هنا بمعنى الصبر والقوة، و (عرفت الله بفسخ العزائم) (5) جمع العزيمة بمعنى العزمة وهي العقد القلبي، وفي الحديث:
(شهادة أن لا إله إلا الله عزيمة الإيمان) (6) أي عقيدته المطلوبة.
والمراد من العزائم في الفقرة الواجبات المفروضة، لأن كل واجب فريضة معزوم عليها، ويطلق عليها العوازم والعزمات أيضا، ويتفرع على العزم بالمعنى السابق قولهم: عزمت عليك بمعنى أقسمت عليك، ومنه العزائم للرقي، وفي الدعاء: (عزمت عليك بعزيمة الله، وعزيمة محمد، وعزيمة سليمان بن داود، وعزيمة أمير المؤمنين) (7) وعزائم المغفرة: محتماتها أي ما يجعلها الله حتما.