وموسى؟ قال: يا أبا ذر إقرأ: ﴿قد أفلح من تزكى﴾ (١) إلى آخر السورة، إنتهى (٢).
وما نقل من صحف موسى روي بأدنى تغيير في تفسير الكنز المذكور في قوله تعالى في قصة موسى مع الخضر: ﴿وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا﴾ (3) حيث روي عن الصادق (عليه السلام) انه سئل عن هذا الكنز، فقال: اما انه ما كان ذهبا ولا فضة، وإنما كان أربع كلمات:
لا إله إلا أنا، من أيقن بالموت لم يضحك سنه، ومن أيقن بالحساب لم يفرح قلبه، ومن أيقن بالقدر لم يخش إلا الله (4).
وعن الرضا (عليه السلام): كان فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن، وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يركن إليها، وينبغي لمن عقل من الله أن لا يتهم الله في قضائه، ولا يستبطئه في رزقه (5)، وفيه روايات اخر أيضا.
وعن الصادق (عليه السلام): إن الله ليحفظ ولد المؤمن إلى ألف سنة، وإن الغلامين كان بينهما وبين أبويهما سبعمائة سنة (6).
وعنه (عليه السلام) أيضا: لما أقام العالم الجدار أوحى الله إلى موسى: اني مجازي الأبناء بسعي الآباء إن خيرا فخير وإن شرا فشر، لا تزنوا فتزني نساءكم،