اللمعة البيضاء - التبريزي الأنصاري - الصفحة ٣٦٣
وفي حديث عوف بن مالك أنه سأل النبي (صلى الله عليه وآله) عن الإمارة فقال (صلى الله عليه وآله): أولها ملامة، وثناؤها ندامة، وثلاثها عذاب يوم القيامة، أي ثانيها وثالثها (1).
وثنيت الشيء ثنيا - من باب رمى - إذا عطفته ورددته، وثنيته عن مراده إذا صرفته عنه، قال في المصباح: ومنه الاستثناء لصرف العامل عن تناول المستثنى، فيكون حقيقة في المتصل والمنفصل (2)، وقيل: بمعنى الإخراج، وفيه يتصور الصرف الحقيقي فيكون حقيقة في المتصل وحده، وهذا كله بحسب معناه اللغوي، وإلا فالاستثناء في الاصطلاح حقيقة فيهما، وهو الواقع بعد أداته مطلقا.
وثنيته - من باب رمى - إذا صرت معه ثانيا، والثاني اسم فاعل منه كالثالث من قولهم: ثلاثة، أي صار ثالثا له، قال المتنبي:
أثلث فإنا أيها الطلل * نبكي وترزم تحتنا الإبل (3) وثناه كرماه إذا منعه ودفعه، قال في العلوية:
ما رمت بعدك بالمدائن صبوة * إلا ثني الثاني هواك الأول (4) وثنيته - بالتفعيل - جعلته اثنين، وثنى في الخطبة يجوز أن يكون بالتخفيف والتشديد، أي بعد أن أكمل الله لهم النعم الدنيوية ندبهم إلى تحصيل أمثالها من النعم الأخروية، أو الأعم منها ومن مزيد النعم الدنيوية.
ويجوز أن يكون المراد من الندب إلى أمثالها أمر العباد بالإحسان والمعروف، وهو إحسان على المحسن إليه والمحسن أيضا، لأنه به يصير مستوجبا للأعواض والمثوبات الدنيوية والأخروية.
و (الأمثال) جمع المثل - بالكسر - بمعنى المشابه والمماثل، وفي حديث علي

(١) النهاية ١: ٢٢٥ / ثنا، لسان العرب ٢: ١٣٧ / ثنى.
(٢) المصباح المنير: 85 / الثنية.
(3) ديوان أبي الطيب المتنبي: 437 / العضديات.
(4) الروضة المختارة: 151، القصيدة السابعة.
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 لمحة عن حياة المؤلف 5
2 اسمه ونسبه: 5
3 حياته العلمية: 5
4 أقوال أصحاب التراجم في حقه: 6
5 أولاده وذراريه: 7
6 آثاره وتأليفاته: 7
7 شعره وأدبه: 10
8 وفاته: 17
9 منهج التحقيق: 17
10 بعض فضائل خديجة الكبرى 22
11 بعض فضائل الزهراء (عليها السلام) 23
12 عدم جواز الفصل بين النبي والآل 27
13 الفرق بين أولاد فاطمة وغيرهم 32
14 " تتميم ": الكلام في أن ولد البنت ولد 36
15 كلام ابن أبي الحديد في الحسنين 42
16 الكلام في بعض فضائل الزهراء (عليها السلام) 43
17 تتميم الكلام في بعض فضائل الزهراء (عليها السلام): 52
18 ذكر المقامات الأربعة للمعصومين 62
19 فصل: في أن عليا نفس رسول الله 66
20 " تمهيد مقال لبيان حال " 71
21 صور الوضع اللفظي 77
22 في طهارة دم المعصومين 84
23 الأخبار الدالة على طهارة دم المعصوم 90
24 فصل في أسماء فاطمة الزهراء (عليها السلام) 95
25 الأخبار في تسميتها بفاطمة 95
26 الأخبار في تسميتها بالزهراء 104
27 الأخبار في تسميتها بالإنسية الحوراء 113
28 الفرق بين الملك والجن والشيطان 117
29 في كونها (عليها السلام) أم أبيها 122
30 في وجه تكنية الحسين (عليه السلام) بأبي عبد الله 127
31 سائر ألقابها وكناها (عليها السلام) 131
32 في تسميتها ببضعة الرسول 131
33 في تسميتها بمشكاة الضياء وفي تفسير آية النور 144
34 تفصيل في بيان التمثيل: 151
35 تتميم الكلام بكلام أربعة نفر من الأعلام: 160
36 تحقيق من المصنف 169
37 في تسميتها (عليها السلام) بسيدة النساء 177
38 في تسميتها (عليها السلام) بأم الأئمة 185
39 في تسميتها (عليها السلام) بالمحدثة 195
40 في تسميتها (عليها السلام) بالبتول 201
41 تكميل: في باقي أسمائها (عليها السلام) 203
42 في بيان الفواطم 206
43 فصل في فضائل الأئمة (عليهم السلام) 208
44 فصل في ولادة الزهراء (عليها السلام) 227
45 في فضائل خديجة سلام الله عليها 230
46 في تاريخ ولادة الزهراء (عليها السلام) ومدة عمرها 233
47 تتميم: في خصائصها وبعض معجزاتها 234
48 عقد مفصل بالشذور في عقد النور من النور: 237
49 فصل: في خطبتها (عليها السلام) 237
50 فصل: في تزويجها في السماء 244
51 فصل: في تزويجهما في الأرض 252
52 فصل: مجيء الأصحاب بالتحف والهدايا 261
53 فصل في أولاد فاطمة (عليها السلام) 279
54 فصل في نقش خاتمها وأدعيتها (عليها السلام) 284
55 فصل وأما الكلام في ذكر فدك والعوالي وغصبها عنها 292
56 فصل: العلة في غصب فدك والعوالي 304
57 فصل في ذكر احتجاجات فاطمة (عليها السلام) 309
58 مصادر الخطبة الشريفة 317
59 دفع إشكالين 321
60 الشروع في شرح الخطبة 326
61 في معنى الإجماع 327
62 كتاب تبع اليمن إلى النبي (صلى الله عليه وآله) 338
63 فصل الأخبار في دعوى فدك 746
64 الفصل الأول 767
65 الفصل الثاني 782
66 دفع إشكالين: 823
67 " تنبيه " 843
68 في بيان حالات الزهراء (عليها السلام) ووفاتها 847
69 خاتمة " في تظلمها يوم القيامة وكيفية مجيئها إلى المحشر " 891