فلما جاء وقت ولادتها سمعت قائلا يقول: اخرجي، هذا بيت العبادة لا بيت الولادة، وأنا أمي فاطمة بنت أسد لما قرب وضع حملها كانت في الحرم، فانشق حائط الكعبة وسمعت قائلا يقول لها: ادخلي، فدخلت في وسط البيت وأنا ولدت به، وليس لأحد هذه الفضيلة لا قبلي ولا بعدي (1).
العاشر: ما رواه الصدوق بإسناده إلى عمار بن ياسر قال: لما سار علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى صفين، وقف بالفرات وقال لأصحابه: أين المخاض؟
فقالوا: أنت أعلم يا أمير المؤمنين، فقال (عليه السلام) لرجل من أصحابه: إمض إلى هذا التل وناد: يا جلندا فأين المخاض؟ قال: فسار حتى وصل التل ونادى: يا جلندا، فأجابه من تحت الأرض خلق عظيم، قال: فبهت ولم يعلم ماذا يصنع، فأتى إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: جاوبني خلق كثير، فقال الإمام (عليه السلام): يا قنبر امض وقل: يا جلندا بن كركر أين المخاض؟
قال: فمضى وقال: يا جلندا بن كركر أين المخاض؟ فكلمه واحد وقال لهم:
ويلكم من عرف اسمي واسم أبي عرف أين المخاض، وأنا في هذا المكان وقد بقيت ترابا وقدمت من ثلاثة آلاف سنة، وقد عرفكم باسمي واسم أبي وهو لا يعلم أين المخاض؟! فوالله هو أعلم بالمخاض مني، يا ويلكم ما أعمى قلوبكم، وأضعف يقينكم، امضوا إليه واتبعوه فإنه المخاض، فخوضوا فيه فإنه أشرف الخلق بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2).
أقول: وجه الاستدلال بهذا الخبر: ان أخص أوصاف عيسى (عليه السلام) ومعجزاته هو إحياء الموتى، وهنا قد أحيى الله تعالى الأموات لرسول علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فأين هذا من ذاك.
الحادي عشر: ما رواه صاحب كتاب القدسيات، وهو من أعظم محققي الجمهور، عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه قال لعلي (عليه السلام): أنت مني