أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) (١) وأمير المؤمنين (عليه السلام) قال قولا لم يختلف فيه أحد من المسلمين: لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا، وهذه كلمة لم يقلها قبله ولا بعده أحد.
قال: أحسنت يا حرة، قال: فبم تفضيله على موسى نجي الله؟ قالت: يقول الله تعالى فيه: ﴿فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين﴾ (٢) وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) بات على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يخف حتى أنزل الله في حقه: ﴿ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله﴾ (٣).
قال: أحسنت يا حرة، فبم تفضيله على داود؟ فقالت: الله فضله عليه بقوله:
﴿يا داود انا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى﴾ (٤)، قال لها: فأي شئ كانت حكومته؟ قالت: في رجلين أحدهما كان له الكرم وللآخر غنم، فنفشت الغنم في الكرم فرعته، فاحتكما إلى داود فقال: تباع الغنم وينفق ثمنها على الكرم حتى يعود على ما كان عليه، فقال له ولده: يا أبة بل يؤخذ من صوفها ولبنها، فقال الله عز وجل: ﴿ففهمناها سليمان﴾ (٥)، وإن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إسألوني عما فوق السماء، واسألوني عما تحت الأرض، واسألوني قبل أن تفقدوني.
فقال لها: أحسنت يا حرة، فبم تفضيله على سليمان؟ فقالت: الله فضله عليه بقوله: ﴿وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي﴾ (٦) ومولانا قال: يا دنيا طلقتك ثلاثا لا رجعة لي فيك، فعند ذلك أنزل الله عليه: ﴿تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين﴾ (7).