وروى أن عثمان لما ضرب رقية زوجته وهي بنت النبي (صلى الله عليه وآله) ضربا مبرحا حتى أثر السياط في بدنها على غير جناية تستحقها، فأتت إلى النبي (صلى الله عليه وآله) شاكية قال: لا يليق بالمرأة أن تشكو من زوجها (1).
وهكذا كان يفعل أبدا، مع أن فاطمة (عليها السلام) كانت مطهرة معصومة من أدناس نساء الدنيا، فكيف جاز منها اعمال هذه الغيرة البشرية من غير أن تتفحص عن حقيقة الحال؟!.
ثم نقول: إن وقوع الواقعة على ما نقل لا يقدح أيضا بأحد الطرفين، اما علي (عليه السلام) فلأن هذا أمر مباح أباحه الشريعة وإن كتب الغيرة على الزوجة أيضا، فللرجل أن يتزوج على المرأة وللمرأة أن تأخذها الغيرة، وأما فاطمة (عليها السلام) فأولا: بأن الغيرة من الصفات الفاضلة، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) يتمدح بها ويقول: (إن سعد الغيور وأنا أغير من سعد).
والتمدح بالغيورية ونفس صفة الغيورية من الأمور المباحة، وإلا فلا يتمدح النبي بالأمور المحرمة على الصحابة (2).