وروى البزار عن العباس - رضي الله تعالى عنه - قال رأيت في المنام كأن الأرض تنزع إلى السماء بأشطان شداد، فقصصت ذلك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (ذاك وفاة ابن أخيك).
أفناد قال في القاموس أي: تتبعوني ذوي فند: أي ذوي عجز وكفر للنعمة والأشطان:
بشين جمع شطن بشين معجمة فطاء مهملة فنون: الحبل.
الباب الرابع فيما جاء أنه خير بين أن يبقى حتى يرى ما يفتح على أمته وبين التعجيل واستغفاره - صلى الله عليه وسلم - لأهل البقيع روى ابن إسحاق والإمام أحمد وابن سعد والبيهقي عن أبي مويهبة والإمام أحمد وابن سعد والبيهقي عن أبي رافع موليا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنهما - واللفظ لأبي مويهبة - قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يصلى على أهل البقيع فصلى عليهم ثلاث مرات، فلما كان في الثانية هبني من جوف الليل فقال: (يا أبا مويهبة إني أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فاسرج لي دابتي) قال: فركب ومشيت حتى انتهى إليهم فنزل عن دابته، وأمسكت الدابة، فلما وقف بين أظهرهم قال: (السلام عليكم يا أهل المقابر ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح فيه الناس، لو تعلمون ما نجاكم الله منه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع بعضها بعضا، يتبع آخرهم أولها، الآخرة شر من الأولى)، ثم أقبل علي وقال: (يا أبا مويهبة إني قد أتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها، ثم الجنة. فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة) قال: قلت بأبي أنت وأمي فخذ مفاتيح الدنيا والخلد فيها ثم الجنة، قال: (لا والله يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي والجنة)، ثم استغفر لأهل البقيع، ثم انصرف، فبدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجعه الذي قبضه الله عز وجل فيه حين أصبح.
وروى ابن سعد عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فلبس ثيابه ثم خرج، فأمرت خادمتي بريرة، فتبعته حتى إذا جاء البقيع وقف في أدناه ما شاء الله أن يقف ثم انصرف فسبقته بريرة فأخبرتني فلم أذكر له شيئا حتى أصبح، ثم ذكرت له ذلك فقال (إني بعثت لأهل البقيع لأصلي عليهم) (1).
وروى أيضا عنها قالت: فقدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الليل فتبعته فإذا هو بالبقيع فقال: