وقال في الريق: لأنه يختص بالتحليل والانضاح وإبراء الجراح والورم، ولا سيما في الصائم الجائع، وتعقبه بأن ذلك إنما يتم إذا وقعت المعالجة على قوانينها مع مراعاة مقدار التراب في الريق وملازمة ذلك في أوقاته وإلا فالنفث ووضع السبابة على الأرض إنما يعلق بها ما ليس له بال ولا أثر، وإنما هذا من باب التبرك بأسماء الله تعالى وآثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنما وضع بالأرض فلعله لخاصية في ذلك، وقال البيضاوي: قد شهدت المباحث الطبية على أن للريق مدخلا في النضج، وتعديل المزاج، وتراب الوطن له تأثير في حفظ المزاج ودفع الضرر، فقد ذكروا أنه ينبغي للمسافر أن يستصحب تراب أرضه، إن عجز عن استصحاب مائها، حتى إذا ورد المياه المختلفة جعل شيئا منه في سقائه، ليأمن من مضرة ذلك، ثم إن الرقي والعزائم لها آثار عجيبة تتعاقد العقول عن الوصول إلى معرفتها.
وقال التوربشتي: كأن المراد بالتربة الإشارة إلى فطرة آدم وبالريقة الإشارة إلى النطفة، كأنه تضرع بلسان الحال، إنك اخترعت الأصل الأول من التراب ثم أبدعته من ماء مهين، فهين عليك أن تشفي من كانت هذه نشأته.
وقال النووي: وقيل: المراد ب (أرضنا) أرض المدينة لبركتها و (بعضنا) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لشرف ريقه يشفى سقيمنا: بضم أوله على البناء للمجهول، وسقيمنا بالرفع وبفتح أوله على أن الفاعل مقدر وسقيمنا بالنصب على المفعولية.
الباب السابع في سيرته - صلى الله عليه وسلم - في رقى عامة ورقى جامعة روى الطبراني في الكبير برجال الصحيح عن رافع بن خديج - رضي الله تعالى عنه - قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ابن نعيمان فقال: (أذهب الياس رب الناس إله الناس) (1).
وروى الإمام أحمد والطبراني في الكبير - برجال ثقات وأبو معشر - ليس هو نجيح بل من رجال الصحيح - عن كعب بن مالك - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إذا وجد أحدكم ألما فليضع يده تحت ألمه، ثم ليقل سبع مرات: أعوذ بعزة الله وقدرته على كل شئ من شر ما أجد) (2).