والتطهر [ولذلك يستحب الاستحداد لمن استشعر القتل أو الموت لأن الميت قادم على ربه كما أن المصلي مناج لربه فالنظافة من شأنهما.
الثاني: في بيان غريب ما سبق:
(السحر) بسين مفتوحة وتضم وحاء ساكنة مهملتين وبفتحتان الرئة يريد أنه مات وهو مستند لصدرها ما بين جوفها وعنقها وما ألصق بالحلقوم والمرئ من أعلى البطن، ورواه عمارة بن عقيل بشين وجيم معجمتين وسئل عنه فشبك بين أصابع يديه وضمها إلى نحره، كأنه يضم شيئا إليه أي أنه مات وقد ضمته بيدها إلى صدرها ونحرها، والشحر التشبيك وهو الذقن أيضا والمحفوظ الأول.
(القضم) بالقاف وهو الكسر ودق الشئ وأبانته أي كسرته فأبانت منه الموضع الذي كان استن به عبد الرحمن، وإن كان تالفا فهو الكسر من غير إبانة.
والحاقنة: المعدة أو النقرة بين الترقوة وحبلي العاتق.
الذاقنة: طرف الحلقوم، وقيل: الذقن، وقيل: ما يناله الذقن من الصدر. والله تعالى أعلم.
الباب الثاني والعشرون في معاتبته - صلى الله عليه وسلم - نفسه على كراهية الموت روى ابن سعد عن أبي الحويرث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يشتك شكوى إلا سأل الله تعالى العاقبة، حتى كان في مرضه الذي توفي فيه فإنه لم يكن يدعو بالشفاء وطفق يقول: (يا نفسي ما لك تلوذين كل ملاذ).
الباب الثالث والعشرون فيما جاء أنه قبض ثم أري مقعده من الجنة ثم ردت إليه روحه ثم خير روى الإمام أحمد والشيخان وابن سعد والطبراني وأبو نعيم بسند صحيح عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو صحيح: ما من نبي إلا تقبض نفسه ثم يرى مقعده من الجنة ثم ترد إليه روحه فيخير بين أن يرد إليه إلى أن يلحق، فكنت قد حفظت ذلك، فإني لمسندته إلى صدري، فنظرت إليه قد غشى عليه ساعة حتى مالت عنقه،