وروى ابن سعد عن الحسن البصري - رحمه الله تعالى - قال: لما نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إذا جاء نصر الله والفتح) إلى آخرها قال قرب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجله وأمر بكثرة التسبيح والاستغفار.
وروى عبد الرزاق والشيخان وابن سعد عن عائشة وابن جرير وابن مردويه عن أم سلمة وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر والحاكم عن ابن مسعود - رضي الله تعالى عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ نزلت عليها لسورة كان لا يقوم ولا يقعد ولا يذهب ولا يجئ إلا قال:
وفي لفظ لعائشة: كان يكثر في آخر عمره من قول: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك اللهم اغفر لي إنك أنت التواب الرحيم) ويقول ذلك في ركوعه وسجوده يتأول القرآن يعني (إذا جاء نصر الله والفتح) [النصر 1] قالت عائشة: فقلت له: يا رسول الله إنك تكثر من قول سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليك ما لم تكن تفعله قبل اليوم، فقال (إن ربي كان أخبرني بعلامة في أمتي فقال إذا رأيتها فسبح بحمد ربك واستغفره فقد رأيتها) (إذا جاء نصر الله والفتح) [النصر 1] إلى آخر السورة.
وروى ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أم حبيبة - رضي الله تعالى عنها - قالت: لما نزلت (إذا جاء نصر الله والفتح) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله لم يبعث نبيا إلا عمر في أمته شطر ما عمر النبي الماضي قبله، وإن عيسى ابن مريم كان عمره أربعين سنة في بني إسرائيل، وهذه لي عشرون سنة وأنا ميت في هذه السنة فبكت فاطمة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (وأنت أول أهل بيتي لحوقا بي) فتبسمت.
وروى الطبراني والحاكم والطحاوي والبيهقي بسند صحيح عن فاطمة الزهراء - رضي الله تعالى عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنه لم يكن نبي إلا عاش من بعده نصف عمر الذي كان قبله وإن عيسى ابن مريم عاش عشرين ومائة سنة، ولا أراني إلا ذاهبا على رأس الستين. يا بنية إنه ليس منا من نساء المسلمين امرأة أعظم ذرية منك فلا تكوني من أدنى امرأة صبرا، إنك أول أهل بيتي لحوقا بي وإنك سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من البتول مريم بنت عمران).
وروى إسحاق بن راهويه وابن سعد عن يحيى بن جعدة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (يا فاطمة إنه لم يبعث نبي إلا عمر نصف الذي كان قبله [وإن عيسى ابن مريم بعث رسولا لأربعين وإني بعثت لعشرين] (1).