(أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوذنه بالصلاة، وهو يريد الصيام فشرب، وناولني، ثم خرج إلى الصلاة).
وروى البزار من طريق سوار بن مصعب، عن علي - رضي الله تعالى عنه - قال: دخل علقمة بن علاثة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعل يأكل معه فجاءه بلال فدعاه إلى الصلاة فلم يجب، فرجع فمكث في المسجد ما شاء الله، ثم رجع فقال: (الصلاة يا رسول الله، قد والله أصبحت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (رحم الله بلالا لولا بلال لرجونا أن يرخص لنا ما بيننا وبين طلوع الشمس) قال علي: لولا أن يلالا حلف لأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يقول له جبريل ارفع يدك) (1).
وروى الطبراني - برجال ثقات - عن عامر بن مطر - رضي الله تعالى عنه - قال:
(تسحرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قمنا إلى الصلاة) (2).
وروى أبو يعلى - برجال ثقات - عن علقمة بن سفيان الثقفي، (أنه وفد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان قال: وكان بلال يأتينا بفطرنا وسحورنا ونحن في قبة قد ضربت لنا في المسجد، فيأتينا بفطرنا وإنا لمسفرون جدا وإنا لنتمارى في وقوع الشمس لما نرى من الإسفار فيضع عشاءنا بين أيدينا فيقول: (كلوا) فنقول: بلال رده إنا نرى سفرا فيقول: ما جئتكم حتى أكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم يضع يده في الطعام، فيلتقم منه ويقول: كلوا ويأتينا بسحورنا وإنا لمستدفئون ونحن نتمارى في الصبح ويقول: كلوا قد كاد الفجر يطلع فنقول: يا بلال قد أصبحنا فيقول: لقد تركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتسحر فتسحروا) (3).
وروى الإمام أحمد، والشيخان، وأبو داود، عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم حتى نقول: لا يريد أن يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يريد أن يصوم، وما صام شهرا متتابعا غير رمضان منذ قوم المدينة) (4).
وروى النسائي، عن زر بن حبيش قال: قلت لحذيفة (أي ساعة تسحرت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع) (5).