جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ١٩٦
، وكان الحسن لا يرى القتال (1) ولكنه يريد أن يأخذ لنفسه ما استطاع من معاوية، ثم يدخل في الجماعة، وعرف الحسن من قيس بن سعد أنه لا يوافق على ذلك، فنزعه وأمر عبيد الله بن عباس (على مقدمته) فلما علم عبيد الله بن عباس بالذي يريد (الحسن) خشي على نفسه (2) فكتب إلى معاوية يسأله الأمان ويشترط لنفسه على الأموال التي أصابها (3) فشرط له معاوية ذلك؟.
(وأيضا قال الطبري: وحدثني موسى بن عبد الرحمان قال:) حدثنا (عثمان بن عبد الحميد، أو ابن) عبد الرحمان الحراني الخزاعي أبو عبد الرحمان قال: حدثنا إسماعيل بن راشد (4) قال:
بايع الناس الحسن بالخلافة، ثم خرج بالناس حتى نزل المدائن، وبعث قيس بن سعد بن عبادة على مقدمته في اثني عشر ألفا، (وأقبل) معاوية في أهل الشام حتى نزل مسكن، فبينا الحسن بالمدائن إذ (نادى مناد) في العسكر: ألا أن قيس بن سعد

(١) إن صح هذا وسند الحديث يكون صالحا لاثباته، فمحمول على أنه عليه السلام كان عالما بتخاذل أصحابه وبيعهم دينهم بالدنيا، وانه عليه السلام لم يكن يجد عونا وعضيدا على قتال المعتدين والفئة الباغية.
(٢) لحوق عبيد الله بن عباس بمعاوية إنما كان لحرصه على الحياة والتمتع بزخارفها، وجبنه عن مقارعة أعداء الله وكراهته القتال في سبيل الله، لم يكن لحوقه بمعاوية إلا لما ذكرنا، لا لما جاء في هذا الحديث الضعيف من نزع الإمام الحسن قيسا من الامارة، واستشعار هذا المادي عبيد الله من أن الإمام الحسن كان لا يرى القتال وانه يريد أن يأخذ لنفسه ما استطاع من معاوية.
(٣) هذه أيضا قرينة أخرى لضعف الرواية، إذ هذا المادي الراكن إلى الشهوات لم يكن من إصابة الأموال واختلاسها حتى يشترط على معاوية الاغضاء عنها.
نعم أول ما تمكن من حيازة الأموال بغير حق واغتنم الفرصة لاختلاسها هو حينما التقى بمعاوية وهو قائد مقدمة جيش الإمام الحسن، فأرسل إليه معاوية بعض من كان طبقا له بأنه إن يترك جيش العراق ويلتحق به يسدد له من فوره مائة وخمسين ألفا، ويسدد له بعد دخوله الكوفة مائة وخمسين ألفا أخرى أو ألف ألف درهم مع مواعيد أخر كما في ترجمة الإمام الحسن عليه السلام من أنساب الأشراف وغيره.
(4) ما وضع بين المعقوفات أخذناه مما أورده الطبري في حوادث العام: (40) في أوائل سيرة الإمام الحسن عليه السلام من تاريخه: ج 5 ص 158، ط مصر، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم.
وفي أصلي من جواهر المطالب: حدثنا ابن عبد الرحمان عن إسماعيل بن راشد...
ثم إن إسماعيل بن راشد الواقع في سند هذا الحديث، ما وجدت له ترجمة فيما عندي من كتب الرجال.
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الواحد والخمسون في خلافته عليه السلام، وما اتفق فيها، وصورة ما وقع 5
2 الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته عليه السلام 7
3 الباب الثالث والخمسون في ذكر وقعة الجمل 9
4 مقتل طلحة 17
5 مقتل الزبير 20
6 ما قيل في أهل الجمل 27
7 الباب الرابع والخمسون في ذكر حوادث أيام صفين، وما اتفق فيها من الوقائع والمحن 35
8 ذكر مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه 40
9 خبر عمرو بن العاص مع معاوية 46
10 الباب الخامس والخمسون فيما كان من تحكيم الحكمين 49
11 مقتل مالك بن الحارث الأشتر رضي الله عنه 57
12 الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم عليه، وما أنكروه من التحكيم 67
13 الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس رضي الله عنه من البصرة مغاضبا لعلي عليه السلام 79
14 الباب الثامن والخمسون في مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر قاتله ابن ملجم لعنه الله 85
15 الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام الأخيرة على الاختصار 101
16 الباب الستون في غسله، وكفنه، والصلاة عليه، ودفنه، وإحفاء قبره عليه السلام 109
17 الباب الستون في أسمائه عليه السلام 117
18 الباب الواحد والستون في في ذكر أزواجه، وأسمائهن، وما ولدن له عليه السلام 121
19 الباب الثاني والستون في في ذكر عماله، وحاجبه عليه السلام 125
20 الباب الثالث والستون في عدله عليه السلام في أحكامه، وقوته في الله، وإنصافه 127
21 الباب الرابع والستون في جوده وكرمه عليه السلام 129
22 الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره عليه السلام 131
23 الباب السادس والستون في فيما يروى عنه عليه السلام من الكلمات المنثورة المأثورة، والوصايا الجامعة، والمواعظ النافعة 139
24 الباب السابع والستون في في تبرئ علي عليه السلام من دم عثمان، وبطلان ما نسبه إليه بنو أمية من ذلك 171
25 الباب الثامن والستون في خلافة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 195
26 الباب التاسع والستون في تاريخ مولده عليه السلام، ووفاته، وشبهه بجده صلى الله عليه وآله 205
27 الباب السبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية حين نال من علي عليه السلام بحضوره 215
28 الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية وأصحابه، وما أفحمهم به من الجواب 217
29 الباب الثاني والسبعون فيما اعتقده معاوية وسنه من لعن علي عليه السلام على المنابر، وكتابته بذلك إلى الآفاق، وما قال في ذلك وقيل له 227
30 الباب الثاني والسبعون في ذكر الوافدات على معاوية بعد قتل علي عليه السلام، وما خاطبوه به، وما أسمعوه 233
31 وفود بكارة الهلالية على معاوية 235
32 وفود أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية على معاوية 237
33 وفود عكرشة بنت الأطروش على معاوية 240
34 قصة دارمية الحجونية مع معاوية 242
35 وفود أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية على معاوية 244
36 وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية 249
37 وفود سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية اليمانية على معاوية 251
38 وفود أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية 256
39 قصة الذكوانية بنت زياد لما قدمت على معاوية متظلمة 259
40 خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية 261
41 الباب الخامس والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا الحسين بن بنت رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما اعتمد آل أبي سفيان في أمره 263
42 تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام وأهل بيته ومن أسر منهم 277
43 خطبة الإمام الحسين عليه السلام واحتجاجه على جيش ابن زياد 285
44 فصل في بعض ما رثي به الحسين عليه السلام، وما قيل فيه 305
45 فصل في ذكر شئ من شعره عليه السلام ونظمه ونثره وكلامه وحكمه 315
46 الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والأسباب الموجبة لذلك، وانحراف الناس عنه، وميلهم عنه 319