إلى المدينة وذلك إنه سمع حاديا يرتجز بكلام تفأل به، وقال كعب الأحبار وهو يسير خلف عثمان والله إن الامر بعده لصاحب البغلة الشهباء. (ثم قال الطبري:) فلما كانت السنة الخامسة والثلاثون كان فيها قتل عثمان " رض " و (كان) السبب في ذلك عمرو بن العاصي حين عزله (عثمان) من مصر، وولى عليها ابن أبي سرح (ف) انتقل (عمرو) إلى المدينة وفي نفسه ما فيها من عثمان وتكلم بكلام افتخر فيه على عثمان وأنه أعز منه! فقال عثمان: دع هذا فإنه من أمر الجاهلية (1).
فجعل عمرو يبالغ في الانكار على عثمان ويؤلب عليه ويكاتب أهل مصر، وكان بها جماعة يبغضون عثمان فاستنفروا عليه ست مائة راكب في (شهر) صفر معتمرين، فساروا إلى المدينة تحت أربع رايات وأمر الجميع إلى بديل بن ورقاء الخزاعي.
فلما قدموا المدينة أمر عثمان علي بن أبي طالب أن يكلمهم وأن يأمرهم بالرجوع إلى بلدهم فانطلق علي رضي الله عنه وأنبهم وعنفهم وانتهرهم وشتمهم (2) وأمرهم بالرجوع وكانوا يعظمونه ويبالغون في سماع كلامه فرجعوا إلى أنفسهم بالملامة وقالوا:
هذا الذي تعظمونه وتختارونه من أعظم أنصاره وأعوانه فرجعوا خائبين من حيث أتوا (ورجع علي إلى) عثمان (واستدعى منه) أن يخطب الناس ويعتذر إليهم مما وقع وأنه سيسير فيهم (بسيرة) أبي بكر وعمر (3) فاستمع (منه) عثمان، فلما كان يوم الجمعة خطب الناس ثم رفع يديه وقال: اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك، اللهم إني تائب مما كان مني. وأرسل عينيه بالبكاء - فبكى الناس ورقوا على إمامهم - وأشهدهم أنه قد لزم طريقة أبي بكر وعمر / 115 / ب / وأنه فتح بابه لكل من أراد الدخول عليه، ونزل فصلى ودخل منزله.