وانقطع عثمان عن المسجد بالكلية ودام الحصار، وجاء (لنصرته) سعد (وزيد بن ثابت و) أبو هريرة والحسن والحسين فقال عثمان: إن كنتم تريدون الطاعة فاغمدوا سيوفكم وانصرفوا.
وجاءه كثير بن الصلت (1) (من حواريه) فقال: لو رأيت الناس وجهك. قال : يا كثير رأيت (ظ) رسول الله / 116 / أ / صلى الله عليه وسلم في منامي وكأني دخلت عليه، وهو وأبو بكر وعمر (جلوس) فقالوا: قد صبرت وشيعتك؟ وتفطر عندنا يوم كذا وكذا، ولن تغيب الشمس يوم كذا إلا وأنا في الآخرة فارجعوا!!!
وجاءت الاخبار بأن العساكر قادمة لنصرة عثمان، فلما علموا أنهم مقصودون قالوا : لا ينجينا إلا قتل هذا الرجل. فجاؤوا إلى الباب فمنعهم الحسن والحسين ومحمد بن طلحة فناداهم عثمان: الله الله أنتم في حل من نصرتي. فأبوا أن يفتحوا الباب.
فجاء المصريون فأحرقوا الباب، وقيل: تسوروا عليه الجدار ولم يعلم الذين يحرسونه على الباب فلم يشعروا حتى دخلوا عليه، فقتل والمصحف في حجره.
وقد أطال المؤرخون شرح مقتله وأوردوه على طرق شتى وروايات مختلفة وبالغوا في ذكر الأسباب الموجبة لقتله، وقد ذكر غالبها صاحب الرياض النضرة في مناقب العشرة، وعدد ما اعتذر عنه، وبالغ في إيضاح ذلك (2) ولم يحملني على ذكر ذلك إلا تبرأة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، مما نسبه إليه من زاغ عن الحق واتبع هواه وكان أمره فرطا (3) ولقد أنكر ذلك ظاهرا وباطنا ووقع ما وقع من قتله عن غير رضا منه ولا اختيار وساءه ذلك غاية الإساءة ولو استطاع دفع ذلك لما تأخر عن دفعه ولا توانى