ولما توفي عليه السلام أدخله القبر الحسين - وهو أخوه - ومحمد بن الحنفية وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم.
ثم وقف (على قبره) أخوه محمد بن الحنفية وقد اغرورقت عيناه بالدموع فقال:
رحمك الله أبا محمد والله لئن عزت حياتك لقد هدت وفاتك (1) ولنعم الروح ( روح) تضمنها بدنك، ولنعم الجسد جسد تضمنه كفنك، ولنعم الكفن كفن تضمنه لحدك، وكيف لا يكون ذلك وأنت سليل الهدى وخامس أصحاب الكساء وحليف أصحاب التقى وجدك النبي المصطفى وأبوك علي المرتضى وأمك فاطمة الزهراء وعمك جعفر الطيار في جنة المأوى غذيت بيد الحق (2) وربيت في حجر الاسلام ورضعت (من) ثدي الايمان فطبت حيا و (طبت) ميتا، ولئن كانت النفوس غير طيبة بفراقك (ف) إنها لغير شاكة أنه قد خير لك، وأنك وأخاك سيدا شباب أهل الجنة، فعليك أبا محمد (منا) السلام أبدا.
وقام رجل من ولد أبي سفيان بن الحارث على قبره فقال: إن أقدامكم قد نقلت وإن أعناقكم قد حملت إلى هذا القبر وليا من أولياء الله بشر بلقاء الله (3) وتفتح أبواب