أيها الناس (1) فإن الله هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا وإن هذا الامر مدة وللدنيا دول والله يقول لنبيه عليه السلام: * (وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين) * (110 / الأنبياء: 21) فلما قالها قال له معاوية: اجلس. ولم يزل حنقا على عمرو (2).
وسلم الحسن الامر لمعاوية في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين فسمي عام الجماعة.
وكانت مدة (خلافة) الحسن سبعة أشهر وسبعة أيام.
ومات الحسن رضي الله عنه بالمدينة في شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين من سقية سقيها وضع منها كبده وهو ابن تسع وأربعين سنة رحمة الله عليه ورضوانه وصلى عليه سعيد بن العاصي وهو والي المدينة (3).
وأوصى (الحسن) أن يدفن مع جده صلى الله عليه وسلم فمنعه مروان بن الحكم ورده إلى البقيع فقال أبو هريرة: أشهد أني سمعت رسول الله (ص) / 119 / أ / يقول:
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
فقال مروان: لقد ضيع الله حديث نبيه إذ لم يروه غيرك! فقال له (أبو هريرة): أما