وقال جرير بن حازم: إن ابن سيرين قال: ما علمت أن عليا اتهم بدم عثمان حتى بويع، فاتهمه بها بنو أمية وألبوا عليه الناس ليبلغوا مقاصدهم (1).
وقال معبد الخزاعي؟ (2) لقيت عليا بعد الجمل فقلت: إني سائلك عن مسألة كانت بينك وبين عثمان؟ قال: سل عما بدا لك. قلت: أخبرني أي منزلة وسعتك إذ قتل عثمان ولم تنصره؟ قال: إن عثمان إماما وإنه نهى عن القتال وقال: من سل سيفه فليس مني فلو أنا قاتلنا دونه عصينا. قال: قلت: فأي منزلة وسعت عثمان إذ استسلم للقتل حين قتل؟ قال: المنزلة التي وسعت ابن آدم إذ قال لأخيه: * (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين) * (28 / المائدة: 5).
فقلت: فهلا وسعتك هذه المنزلة يوم الجمل؟ إنا قاتلنا يوم الجمل من ظلمنا وقد قال الله * (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق فأولئك لهم عذاب أليم ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور) * (41 - 43 / الشورى: 42).
ومن حديث بكر بن حماد أن عبد الله بن الكواء سأل علي بن أبي طالب يوم صفين فقال: أخبرني عن مخرجك هذا تضرب الناس بعضهم ببعض أ (عهد) عهده إليك رسول الله (ص) أم رأي رأيته؟ فقال له علي: إني كنت أول من (آمن) به فلا أكون من كذب عليه لم يكن عندي فيه عن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم (عهد) ولو كان فيه عهد منه لما تركت أخا تيم وعدي على منابرهما ولكن نبينا صلى الله عليه وسلم نبي رحمة (3) مرض أياما وليالي فقدم أبا بكر على الصلاة وهو يراني ويرى مكاني (4) فلما توفي