قال: قلت: أعينوني على جمع مالي بمكة وعلى غرمائي، فإني أريد أن أقدم خيبر فأصيب من فل محمد وأصحابه قبل أن يسبقني التجار إلى ما هنالك. قال: فقاموا فجمعوا لي ما كان لي كأحث جمع سمعت به، قال: وجئت صاحبتي فقلت: مالي، وكان [لي] (1) عندها مال موضوع، فلعلي ألحق بخيبر فأصيب من فرص البيع قبل أن يسبقني التجار.
قال: فلما سمع العباس بن عبد المطلب الخبر وما جاءه عني أقبل حتى وقف إلى جنبي وأنا في خيمة من خيم التجار، فقال: يا حجاج ما هذا الذي جئت به؟ قال: قلت:
وهل عندك حفظ لما وضعت عندك؟ قال: نعم. قال: قلت: فاستأخر حتى ألقاك على خلاء، فإني في جمع مالي كما ترى، فانصرف حتى أفرغ. قال: حتى إذا فرغت من جمع كل شئ كان لي بمكة وأجمعت الخروج لقيت العباس فقلت: احفظ علي حديثي يا أبا الفضل، فإني أخشى الطلب ثلاثا ثم قل ما شئت. قال: أفعل. قلت:
فإني والله تركت ابن أخيك عروسا على بنت ملكهم - يعني صفية بنت حيى - وقد افتتح خيبر وانتثل ما فيها وصارت له ولأصحابه. قال: ما تقول يا حجاج؟ قال:
قلت: إي والله فاكتم عني، ولقد أسلمت وما جئت إلا لآخذ مالي فرقا عليه من أن أغلب عليه، فإذا مضت ثلاث فأظهر أمرك فهو والله على ما تحب، قال: حتى إذا كان اليوم الثالث لبس العباس حلة له وتخلق (2) وأخذ عصاه، ثم خرج حتى أتى الكعبة فطاف بها، فلما رأوه قالوا: يا أبا الفضل هذا والله التجلد لحر المصيبة!
قال: كلا والله الذي حلفتم به، لقد افتتح محمد خيبر ونزل عروسا على بنت ملكهم وأحرز أموالهم وما فيها، وأصبحت له ولأصحابه. قالوا: من جاءك بهذا الخبر؟ قال: الذي جاءكم بما جاءكم به، ولقد دخل عليكم مسلما وأخذ أمواله فانطلق ليلحق بمحمد وأصحابه