3 - النسخة المطبوعة من البداية والنهاية سنة 1351 بمطبعة السعادة وقد قوبلت على أصلين الأصل المصور المشار إليه في هوامشها بالنسخة المصرية. وعلى نسخة محفوظة بالمدرسة الأحمدية بحلب وعلى كان فإن مخطوطات البداية والنهاية المذكورة لا تتسم بالدقة، إذ أن فيها أخطاء أشرت إلى كثير منها في هوامش هذا الجزء، ويبدو أنها كتبت في عصور متأخرة، أو تولى نسخها من لا يعول على التحقيق.
وقد كان جهدي في إخراج هذه السيرة متجها إلى ضبطها وتنقيتها من الأخطاء التي خرجت بها إلى الناس في النسخة المطبوعة الشائعة من البداية والنهاية وتشارك في أكثرها النسخ المخطوطة، فرجعت إلى الأصول التي أشار إليها ابن كثير، مثل كتب السير وكتب الحديث، عدا بعض ما لم يتيسر الرجوع إليه مثل معجم الطبراني وهواتف الجان للخرائطي ودلائل النبوة للبيهقي.
ولم أحاول إثبات الفروق بين ابن كثير وبين كل ما ينقل عنه، إذ تبينت - كما أشرت إلى ذلك قريبا - أن ابن كثير يخالف في كتابه النصوص التي بأيدي الناس من الكتب التي ينقل عنها، فلا يخلو الامر من زيادة أو نقص أو تغيير أو تبديل، ولكني أثبت بعض الفروق على سبيل المثال، مثل الفروق بينه وبين البخاري ودلائل النبوة لأبي نعيم ومكارم الأخلاق للخرائطي، والروض الانف للسهيلي، ومسند أحمد وسيرة ابن هشام والشفاء ونحو ذلك، ولو أنى التزمت إثبات كل الفروق بينه وبين إسحاق أو البخاري أو أحمد وغير ذلك، لطال الامر واتسع المدى، وليس في ذلك كبير فائدة.
كذلك أثبت أهم الفروق بين النسخ المخطوطة والمطبوعة على ندرة ذلك.
ولم أعول في التعليق إلا على تصويب الأخطاء وشرح ما يغمض من المفردات، ولم أتوسع في التعريف بالأعلام، لان ذلك لا فائدة منه في مثل هذا الكتاب، وحتى لا يخرج