قبل ذلك ما من نبي يموت حتى يخبر قالت فسمعته وهو يقول اللهم الرفيق الاعلى فعلمت انه ذاهب. وفى خبر عنها فكانت تلك آخر كلمة تكلم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يموت وعنده قدح فيه ماء وهو يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ويقول اللهم أعنى على سكرات الموت. وذكر ابن سعد في وفاته عليه السلام خبرا فيه انه لما بقى من أجله ثلاث نزل عليه جبريل فقال يا أحمد إن الله أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصئ لك يسألك عما هو أعلم به منك يقول لك كيف تجدك وفيه إن ذلك ثلاث المرة بعد المرة وفى الثالثة صحبه ملك الموت فاستأذن عليه فأذن له ثم استأذنه في قبض نفسه أو تركها وان الله أمره بطاعته في ذلك. فقال جبريل يا أحمد ان الله قد اشتاق إليك قال فاقبض يا ملك الموت كما أمرت به. قال جبريل السلام عليك يا رسول الله هذا آخر موطئ الأرض. فتوفى صلى الله عليه وسلم وجاءت التعرية يسمعون الصوت ولا يرون الشخص السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة الله وبركاته كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة إن في الله عزاء عن كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا من كل ما فات فبالله فثقوا وإياه فارجوا فان المصاب من حرم الثواب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وقد ذكر أن هذا المعزى هو الخضر عليه السلام. واختلف أهل العلم في اليوم الذي توفى فيه بعد اتفاقهم على أنه يوم الاثنين في شهر ربيع الأول: فذكر الواقدي وجمهور الناس أنه الثاني عشر. قال الربيع بن سالم وهذا لا يصح وقد جرى فيه على العلماء من الغلط ما علينا بيانه. وقد تقدمه السهيلي إلى بيانه لان حجة الوداع كانت وقفتها يوم الجمعة. فلا يستقيم أن يكون يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول سواء أتمت الأشهر كلها أو نقصت كلها أوتم بعضها ونقص بعضها. قال الطبراني يوم الاثنين لليلتين مضتا من شهر ربيع الأول. قال أبو بكر الخوارزمي أول يوم منه وكلاهما ممكن.
(٤٣٢)