إلى؟؟؟ فاختارت قومها فمتعها، وكان صلى الله عليه وسلم أشد الناس تواضعا على علو منصبه فمن ذلك أن الله خيره بين أن يكون نبيا ملكا أو نبيا عبدا فاختار أن يكون نبيا عبدا فقال له إسرافيل عند ذلك فان الله قد أعطاك بما تواضعت إنك سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من تنشق عنه الأرض وأول شافع، وخرج على قوم من أصحابه فقاموا له فقال لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضها بعضا، وقال إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد، وكان يركب الحمار ويردف خلفه ويعود المساكين ويجالس الفقراء ويجيب دعوة العبد ويجلس بين أصحابه مختلطا بهم حيث ما انتهى به المجلس جلس، وقال لامرأة أتته في حاجة اجلسي يا أم فلان في أي طرق المدينة شئت أجلس إليك حتى أقضى حاجتك فجلست وجلس، وكان يدعى إلى خبز الشعير والاهالة السنخة (1) فيجيب، وحج على رحل رث عليه قطيفة ما تساوى أربعة دراهم، وأهدى في حجه ذلك مائة بدنة، وكان يبدأ من لقيه بالسلام. وروينا عن أبي بكر الشافعي فثنا أبو جعفر محمد بن حماد بن ماهان فثنا محمد بن عبد الرحمن بن بكر فثنا محمد بن سواء عن سعيد عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبيان فسلم عليهم، وكان في بيته في مهنة أهله يفلى ثوبه ويحلب شاته ويخصف نعله ويخدم نفسه ويعلف ناضحة ويقم (2) البيت ويعقل (3) البعير ويأكل مع الخادم ويعجن معها ويحمل بضاعته من السوق. وعن أنس إن كانت الأمة من أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت حتى يقضى حاجتها، وكان صلى الله عليه
(٤٢٦)