أتى به من المدينة وكانت تمام المائة. ثم حلق عليه السلام رأسه المقدس وقسم شعر فأعطى من نصفه الشعرة والشعرتين وأعطى نصفه الثاني كله أبا طلحة الأنصاري وضحى عن نسائه بالبقر وأهدى عمن كان اعتمر منهن بقرة وضحى هو عليه السلام في ذلك اليوم بكبشين أملحين وحلق بعض الصحابة وقصر بعضهم فدعا عليه السلام للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة وأمر عليه السلام أن يؤخذ من البدن التي ذكرنا من كل بدنة بضعة فجعلت في قدر وطبخت فأكل هو عليه السلام وعلى من لحمها وشربا من مرقها وكان عليه السلام قد أشرك عليا فيها ثم أمر عليا بقسمة لحومها كلها وجلودها وجلاها وأن لا يعطى الجازر شيئا منها على جزارتها واعطى عليه السلام الأجرة على ذلك من عند نفسه وأخبر الناس أن عرفة كلها موقف حاشى بطن عرنة وأن مزدلفة كلها موقف حاشى بطن محسر وأن منى كلها منحر وان فجاج مكة كلها منحر ثم تظيب عليه السلام قبل أن يطوف طواف الإفاضة ولا حلالة قبل أن يحل في يوم النحر وهو يوم السبت المذكور طيبته عائشة رضي الله عنها أيضا بطيب فيه مسك ثم نهض عليه السلام راكبا إلى مكة في يوم السبت المذكور نفسه فطاف في يومه ذلك طواف الإفاضة وهو طواف الصدر قبل الظهر وشرب من ماء زمزم بالدلو ومن نبيذ السقاية ثم رجع من يومه ذلك إلى منى فصلى الظهر. هذا قول ابن عمر وقالت عائشة وجابر بل صلى الظهر ذلك اليوم بمكة وهذا هو الفصل الذي أشكل علينا الفصل فيه لصحة الطرق في ذلك ولا شك أن أحد الخبرين وهم والثاني صحيح ولا ندري أيهما هو. وطافت أم سلمة في ذلك اليوم على بعيرها من وراء الناس وهى شاكية فاستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فأذن لها وطافت أيضا عائشة ذلك اليوم وفيه طهرت وكانت رضي الله عنها حائضا أيضا يوم عرفة وطافت أيضا صفية في ذلك اليوم ثم حاضت بعد ذلك ليلة النفر
(٣٤٨)