عليه السلام في أنه امرها بذلك وحينئذ سأله سراقة بن مالك بن جعشم الكناني فقال يا رسول الله متعتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد ولنا أم للأبد فشبك عليه السلام أصابعه وقال بل لابد الأبد دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة. وأمر عليه السلام من جاء إلى الحج على غير الطريق التي اتى عليه السلام عليها ممن أهل باهلال كاهلاله بأن يبقوا على حالهم فمن ساق منهم الهدى لم يحل فكان على في أهل هذه الصفة ومن كان منهم لم يسق الهدى أن يحل فكان أبو موسى الأشعري من أهل هذه الصفة وأقام عليه السلام بمكة محرما من أجل هديه يوم الأحد المذكور والاثنين والثلاثاء والأربعاء وليلة الخميس ثم نهض صلى الله عليه وسلم بكرة يوم الخميس وهو يوم منى ويوم التروية مع الناس إلى منى وفى ذلك الوقت أحرم بالحج من الأبطح كل من كان أحل من أصحابه رضي الله عنهم فأحرموا في نهوضهم إلى منى في اليوم المذكور فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى الظهر من يوم الخميس المذكور والعصر والمغرب والعشاء الآخرة وبات بها ليلة الجمعة وصلى بها الصبح من يوم الجمعة ثم نهض عليه السلام بعد طلوع الشمس من يوم الجمعة المذكور إلى عرفة بعد أن أمر عليه السلام بأن تضرب له قبة من شعر بنمرة فأتى عليه السلام عرفة ونزل في قبته التي ذكرنا حتى إذا زالت الشمس أمر بناقته القصواء فر حلت تم أتى بطن الوادي فخطب على راحلته خطبة ذكر فيها عليه السلام تحريم الدماء والأموال والاعراض ووضع فيها أمور الجاهلية ودماءها وأول ما وضع دم ابن ربيعة بن الحرث ابن عبد المطلب كان مسترضعا في بنى سعد بن بكر فقتله هذيل. وذكر النسابون أنه كان صغيرا يحبو امام البيوت وكان اسمه آدم فأصابه حجر عائر أو سهم غرب من يد رجل من بنى هذيل فمات.
(٣٤٤)