يستلم الحجر الأسود والركن اليماني في كل طوفة ولا يمس الركنين الآخرين اللذين في الحجر وقال بينهما (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ثم صلى عند مقام إبراهيم عليه السلام ركعتين يقرأ فيهما مع أم القرآن (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد) جعل المقام بينه وبين الكعبة وقرأ عليه السلام إذا أتى المقام (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) ثم رجع إلى الحجر الأسود فاستلمه ثم خرج إلى الصفا فقرأ (إن الصفا والمروة من شعائر الله) أبدأ بما بدأ الله به فطاف بين الصفا والمروة أيضا سبعا راكبا على بعيره يخب ثلاثا ويمشى أربعا إذا رقى الصفا استقبل القبلة ونظر إلى البيت ووحد الله وكبره وقال لا إله إلا الله وحده انجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم يدعو ثم يفعل على المروة مثل ذلك. فلما أكمل عليه السلام الطواف والسعي أمر كل من لا هدى معه بالاحلال قارنا كان أو مفردا وإن بحلوا الحل كله من وطئ النساء والطيب والمخيط وأن يبقوا كذلك إلى يوم التروية وهو يوم منى فيهلوا حينئذ بالحج ويحرموا عند نهوضهم إلى منى وأمر من معه الهدى بالبقاء على إحرامهم وقال لهم عليه السلام حينئذ إذ تردد بعضهم لو استقبلت من أمرى ما استد برت ما سقت الهدى حتى أشتريه ولجعلتها عمرة ولأحللت كما أحللتم ولكني سقت الهدى فلا أحل حتى انحر الهدى وكان أبو بكر وعمر وطلحة والزبير وعلى ورجال من أهل الوفر (1) ساقوا الهدى فلم يحلوا وبقوا ؟؟؟ كما بقى هو عليه السلام محرما لأنه كان ساق الهدى مع نفسه وكن أمهات المؤمنين لم يسقن هديا فأحللن وكن قارنات حجا وعمرة وكذلك فاطمة ابنة النبي صلى الله عليه وسلم وأسماء بنت أبي بكر الصديق أحلتا حاشى عائشة رضي الله عنها من أجل حيضها لم تحل كما ذكرنا وشكا على فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم إذ حلت وصدقها
(٣٤٣)